(لماذا أسلك سلوك حمقى الرومان المهزومين وأقتل نفسي بسيفي طالما أنظر رجالاً أحياء أراهم أليق مني بالجراح)
(قد يصيد المرء سمكة بدودة كانت قد أكلت من جثة ملك, ويأكل السمكة التي أكلت تلك الدودة)
(أطبقت علي مصيدتي.. لقد قتلني غدري بالعدل)
هاملت, ماكبث, عطيل, لير..أبطال سالفون كلما مر عليهم المزيد من الزمن وضعونا كقراء في موقع إعادة النظر وإعادة تذوق جماليات التراجيديا..
لا يكاد يمر شهر دون أن يطالعك خبر في صحيفة ما يحكي عن حكاية استلهام جديدة لأحد أبطال مسرحيات شكسبير سينمائيا وتلفزيونياً وفنياً.. أبطال أثبتوا أزليتهم كأبطال من ورق ومازالوا موضع جدل ودراسة.. رغم أن الإنسان والزمان عدوان أكيدان..
إلا أن الزمن أثبت أن له شأناً آخر مع بشر عرفناهم عبر الكلمات وحسب, هل للكلمات ميزة الأزل أكثر بكثير من أبطال حقيقيين?
حين ابتدع شكسبير هاملت هل خطر له أنه سوف يقف على شرفة تاريخية واحدة مع ملوك وأمراء آخرين من لحم ودم ومأساة.
ما زالت طعنات هاملت الثلاث تقارع صوت ريح الزمن, لعله يأتي صباح نصنع فيه نحن أقدارنا.. كحرب معلنة نعيش معركتنا الشخصية مع الحياة.