غن يا مجنون تلك التي لم تخبّر عنها أحد...
غن... إن لم تغن الآن.. لن تغني أبد.
آراغون
موضوعة الحب جمعت آراغون المجنون(شعراً), وشعر الحب جمع شعراء من شرق الأرض ومغربها... (عمر بن أبي ربيعة , أدونيس لامارتين , جلال الدين الرومي,
بودلير, محمود درويش , غوته, ابن زيدون , لويز لابيه, نزار قباني..) وغيرهم,
عبر إلقاء أشعارهم في رحلة الحب الشعري تلك المقدمة في المركز الثقافي الفرنسي ضمن تظاهرة أيام الفرانكفونية . إذ سبق وأن عرضت هذه الأمسية المعنونة ب(شرق الحب وغربه) في فرنسا وأعيد تصميمها مرة أخرى لسورية, بأداء كل من المخرج والممثل المسرحي الفرنسي( مارسيل بوزونيه) والممثلة المسرحية السورية حلا عمران.
فهل للحب شرق وغرب... هل له اتجاهات تسيّر بوصلته?
أم أنه هو ذاته في مغرب الدنيا ومشرقها, يبقى قادراً على التوحيد والالتقاء بمعزل عن جغرافية الأرض. ولذلك فالشرق والغرب المومأ إليهما في العنوان ليسا أكثر من دلالة على جنسية الأشعار.وقدجاءت هذه المزاوجة بينهما تعبيراً عن أن الحب يقرب , يجمع ويماهي, فالمضامين العشقية هي نفسها, واحدة مهما اختلفت أجناس وألوان المحبين, أزمانهم وأحوالهم , وهو الأمر الذي أكدته الفنانة حلال عمران في لقائنا معها قبل الأمسية, إذ ترى نهاية (أن الحب هو نفسه أينما كان, ولم تأت تلك التسمية إلا إشارة إلى موطن الأشعار لا أكثر ولا أقل... لنكتشف في آخر الأمر أنها- أي الأشعار- دارت حول ذات الشيء- الحب عينه, وحتى أنهم قد يعبرون عنه بطرق ليست بعيدة عن بعضها أبداً).
وحول قضية وجود شيء من استخدم الأدوات المسرحية في هذا(المشهد) الشعري ذكرت عمران (هنا أنا أقرأ الشعر, وأدواتي المسرحية هي صوتي فقط. فالصوت بالمسرح شيء مهم جداً وهو الاساس, وعلى المسرح, إن لم يكن للممثل صوت جيد فلن يقدر على العطاء بشكل جيد... إذاً في هذه التجربة لدي صوتي بالإضافة إلى شيء يمكن أن نسميه حضوري على المسرح).
ولكن ماذا يمكن أن تضيف هكذا تجربة لممثلة مسرحية, تقول (هذه التجربة هي جزء أساسي من تجربتي كمملثة, التي تتنوع ما بين القراءات والمسرح(العروض). في القراءات يكون الإطار العام فيها هو الشعر, فأعود من خلالها لأكتشف شعراء جدداً, أو شعراء أعرفهم في السابق لكن أقرؤهم من جديد, وبنفس الوقت أعود لأتعرف على نفسي... كيف أقرأ... كيف أسمع.. كيف أكتشف اللغة...وكله من جديد...).
تأتي هكذا تجارب ليس لإغناء فني الشعر والمسرح فقط, وإنما لتتحاور الثقافتان المعنيتان.. , ولتكتشف كل منهما الأخرى عبر استخدام أرقى وسائل الانسان تعبيراً, فتتوحد تجارب الإنسان أينما وجد في أركان المعمورة , فلا شرق ولاغرب.. هناك حقيقة واحدة هي حقيقة الحب كيفما كان وحيثما حل, حقيقة تعلن أن كتاب الحب واحد( بعض صفحات من المسرّة .. دفاتر كاملة من الألم).