وبطبيعة الحال, كان المطلوب منا أن نصدّق هذه الفبركة, عشية الأول من شهر نيسان يوم الكذب العالمي.
إن صحف بريطانيا حرة فيما تذهب وذهبت إليه. بيد أن الذي يدفعنا إلى التساؤل هل غياب أنباء القمة العربية معناه غياب حضورها على أرض الواقع الذي تناقلت تفاصيله وسائل إعلام الغرب والشرق على حد سواء , وعن كثب
يذكّرني هذا النبأ بالذي يضع كفه أمام عينيه في يوم صاف مشمس فلا يرى الشمس ويدعي أنها حقاً غير موجودة ,فيما هي ساطعة في كبد السماء. ولاندري إذا كانت صحف بريطانيا تصدّق أنها بتصرفها هذا خدعت نفسها أو لاتصدق, وما إذا كان الاستخفاف بالعقل البريطاني وغير البريطاني قد تجاوز حدود المعقول. مع هذا تبقى الحقيقة كامنة, بكل أبعادها السياسية, وراء النوايا التي أرادت أن تخدع قراء صحف بريطانيا كأن حدثاً دولياً لم يأخذ موقعه بين أحداث عالمية أخرى يستحق أن يشار إليه ولو من باب رفع العتب كما يقال.
إن تضليل الرأي العام على هذا النحو, تحت ذريعة (مقاطعة) الحدث لايعني غياب الحدث عن ساحة الإعلام العربي والأجنبي على النحو الذي شاهدته دمشق قبل موعد انعقاد القمة وخلال انعقادها, وسوف تبقى لتداعيات المؤتمر في تقدير كبار المحللين السياسيين في المنطقة وخارجها, حضورها في ساحة الإرادة العربية المؤمنة بإمكانية إعادة التوازن إلى العلاقات بين العرب أنفسهم. ولدى شعبنا, في سورية كما في البلدان العربية كافة,ملء الثقة بأن ترؤس السيد الرئيس بشار الأسد القمة العربية على مدى عام كامل من تاريخ اختتام أعمالها في دمشق, سيكون له دوره المؤثر في استعادة ما خسرناه من سلة التضامن والعمل العربي المشترك لسبب أو لآخر لامجال العودة إليه.
أقول ذلك لأن دمشق, لم تفقد يوماً حضورها ولانفوذها الوطني والقومي في الساحات السياسية, محلياً كما إقليمياً ودولياً , ومن هنا يفترض أن الرأي العام البريطاني هو الخاسر في مثل هذا التصرّف غير المدروس وغير المنطقي. وأمامنا مثال النعامة التي طمرت رأسها في التراب حتى لايراها الصياد!
ولاندري إذا كان المواطن البريطاني العادي, أو القارىء المتتبع لصحف بلده صبيحة الثلاثين من آذار قبل أيام من تاريخ اليوم, مبرمجاً, سلفاً , لتصديق كل ما ينشر في صحف بلده, وإلا ما سرّ هذه اللعبة التي أريد لها أن تنطلي عليهم بعيداً عن ممارسة طقوس التنويم المغناطيسي وصولاً إلى حافة الاستخفاف بعقولهم?
إننا نطمئن قراء صحف بريطانيا ومن قلدها من صحف أخرى, عربية كانت أم أجنبية, إننا نطمئنهم بأن الشمس لم تغب عن سماء يوم صاف من أيام دمشق الجميلة, وإن شاء البعض ممن تخلفوا عن المشاركة في أعمال القمة, أن يخدعوا أنفسهم بادعائهم أنها كانت غائبة, ولكن وراء أكفهم.
Dr-louka @ maktoob.com