فيما قرر وزير الدفاع البريطاني ديس براون عدم عزم بلاده خفض القوات البريطانية في العراق بداية الربيع كما كان مقرراً في حين سجل عدد القتلى العراقيين في شهر آذار المنصرم ارتفاعاً نسبته 50 بالمئة مقارنة مع شهر شباط الماضي.
فقد ذكرت قناة الجزيرة الفضائية في تقرير لها ان عدد الجنود الاميركيين الذين فروا من الخدمة في العراق من بداية غزو ذاك البلد عام 2003 بلغ خمسة آلاف جندي ما يقارب من مئتين منهم فروا الى كندا.
في وقت تعهد اوباما ألا يبقي في العراق سوى عدد من الجنود يكفي لحماية السفارة الامريكية في بغداد.
وقال في مؤتمر صحفي عقده في مانهايم في بنسلفانيا أمس انه لن يبقي في العراق سوى قوة مكلفة بحماية السفارة والبعثة الدبلوماسية الامريكية في بغداد على غرار التواجد العسكري الأميركي في بقية دول العالم مشيرا الى انه ينوي سحب القوات الاميركية في غضون 16 شهراً في حال انتخب رئيسا للولايات المتحدة .
واوضح ان حرب العراق تشكل خطأ استراتيجيا عميقا في تاريخ الولايات المتحدة وان الرئيس الأميركي جورج بوش والسيناتور الجمهوري جون ماكين لم يقدما تعريفا واضحا للنجاح في العراق الذي لم يتحقق.
وبمقابل ذلك يعتزم وزير الدفاع البريطاني ديس براون اطلاع مجلس العموم البريطاني عدم امكانية تخفيض عدد الجنود البريطانيين في العراق كما كان مقررا بسبب تطورات الاوضاع هناك.
وذكرت ا ب أمس ان براون يعتزم اطلاع مجلس العموم خلال جلسته الىوم على عدم امكانية سحب 1500 جندي كما كان مقررا بداية ربيع العام الحالي بسبب اعمال العنف في بغداد والبصرة ومناطق اخرى في العراق.
وكان براون اعلن العام الماضي انه سيتم خفض تعداد الجنود البريطانيين بمقدار 2500 جندي بحلول الربيع في حال أوصى القادة الميدانيون في العراق بذلك .
الى ذلك أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس بوصفه قائداً عاماً للقوات المسلحة بوقف كافة المداهمات والاعتقالات من دون أمر قضائي بعد التوصل الى اتفاق مع رجل الدين العراقي مقتدى الصدر حول وقف اطلاق النار.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي ان المالكي أمر بوقف المداهمات كافة ولايجوز الاعتقال إلا بأمر قضائي والتعامل بحزم مع المظاهر المسلحة الخارجة عن القانون
في أثناء ذلك قتل ما لا يقل عن 1082 عراقياً في شهر اذار المنصرم في اعمال العنف في العراق ما يعني ارتفاعا نسبته 50 بالمئة مقارنة بشهر شباط الماضي وما يجعل شهر اذار اكثر الشهور دموية منذ شهر آب العام الماضي.
ونقلت رويترز عن احصاءات رسمية لوزارة الدفاع والداخلية العراقية أمس ان 925 مدنيا قتلوا في آذار في اعمال العنف فضلا عن 45 عسكرياً و301 عناصر من الشرطة اي ما مجموعه 1082 قتيلاً وبلغ عدد الجرحى 1358مدنياً.
واظهرت الاحصاءات انه في شباط الماضي قتل ما لا يقل عن 721 عراقياً بارتفاع بلغت نسبته 33 بالمئة مقارنة مع كانون الثاني في حين شهدت الاشهر الستة التي سبقت تلك الفترة ميلاً الى التراجع في عدد الضحايا.