تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رأي.. (الكلام .. والكلم .. والقول)

ثقافة
الخميس 14/2/2008
محمد محمود جديد

هنالك كلماتُ في العربية متشابهة في اللفظ, مختلفة في المعنى, وعلى معرفة ذلك الخلاف يتوقف الفهم الدقيق لها, فمن ذلك, مثلاً,: الكلامُ والكلِمُ والقول, فما الفرق بينها?

يقول علماءُ النحو: الكلام: هو كل ما أفاد معنىً تاماً يحسن السكوت عليه : فإذا قلت: جاء محمدُ , فهذا كلام لانه جملة تامة المعنى, أما إذا قلت: إذا جاء محمد, فهذا ليس كلاماً لان معناه غير تام, لانك لا تعرف ماذا سيقع إذا قلت : إذا جاء محمد, لان ( إذا) تحتاج إلى جواب يتم به معنى التركيب اللغوي, فإذا جئت بالجواب تم المعنى, كقولك, إذا جاء محمد احترمته, فهذا كلام, لأنه أفاد معنى تاماً حسن السكوت عليه, أي : أصبح المعنى واضحاً في ذهن السامع, فكل تركيب لغوي نقل المعنى تاماً واضحاً إلى ذهن المتلقي يعد كلاماً.‏

أمَّا الكلم فمعناه غير معنى الكلام, لان النحاة يعنون بالكلم: أجناس الألفاظ, فقولنا: ما الكلم? أي : ما أجناس الألفاظ, أو ما أنواعها? وأجناس الألفاظ في العربيَّة ثلاثة: اسمُ وفعلُ وحرف معنى, فكل تركيب لغوي (أُلفَ مِن اسم وفعل) وحرفِ معنى و كلمُ , سواء أأفاد معنىً تاماً أم لا, فإذا قلت: إن جاء محمد, فهذا كَلِمُ, لان التركيب اللغوي ضمَّ أجناس الألفاظ الثلاثة: الاسم: محمدُ, والفعل:جاء, وحرف المعنى: إن, وهو حرف شرطٍ جازم, كما تعلم.‏

وقد يكون الكلام كلماً في بعض التراكيب اللغوية , كقولك: قد جاء عليُّ, فهذا التركيب كلام, لان له معنى تاماً في ذهن المتلقي, وهو أيضاً كلمُ, لانه تركب من أجناس الألفاظ الثلاثة, الاسمُ: عليُّ, والفعل: جاء , وحرف المعنى: قَد, وهو هنا حرف تحقيقٍ كما تعلم.‏

وأمَّا القول فهو كلُّ صوتٍ تحرك به اللسانُ, سواء أكان كلمةً أم تركيباً لغويّاً, وسواءُ أفاد معنىً تاماً أم لا, وسواء أكان مؤلفاً من أجناس الألفاظ أم مؤلفاً من بعضها.‏

ومِن هنا نفهم دقة قول شيخِ العربيَّة سيبويه, إذ جاء عنوان الباب الأول من كتابه الشهير: (هذا بابُ عِلمِ ما الكلم من العربيَّة?.. ثم يجيب بقوله: (فالكلمُ: اسم وفعلُ وحرفُ جاء لمعنىً).‏

ومن هنا أيضاً نفهم معنى قول فيلسوف اللغة أبي الفتح عثمان بن جنِّي في كتابه النادر (الخصائص) : فالقول: هو كلُ صوتٍ مذلَ ( أي: تحرَّك ) به اللسان).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية