فمن جذوع أشجار الكينا والتوت والصنوبر صاغ الفنانون مجسماتهم التي تجسد رموز الحضارة السورية المشرقة من رأس أوغاريت في شمرا إلى عشتار آلهة الجمال والخصب فحمورابي وغيرهم لتتوج بصورة المرأة وما ترمز إليه من معاني الجمال والحياة والحب.
ويشكل الملتقى الذي اقيم بدعم من وزارة السياحة والفعاليات الاغترابية في المنطقة فرصة للتلاقي الثقافي, وللتواصل المباشر بين الجمهور والفنانين وتبادل الخبرات بينهم إضافة إلى تعزيز الثقافة البصرية للارتقاء بالذائقة الفنية للأجيال وإنتاج جيل جديد من الفنانين النحاتين يواصلون طريق الابداع الفني الذي يؤسس لملتقيات نحتية تفضي إلى التفاعل والحوار وتبادل الرؤى الفنية بين الأجيال.
الفنان النحات إياد بلال أن الملتقى يرمز إلى التشبث بالأرض من خلال المجسمات العشرة التي يقدمها والمعتمدة على أخشاب أشجار الكينا والصنوبر والتوت التي تشتهر بها منطقة الحواش.
رئيس قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وأحد المشاركين الدكتور سمير رحمة بين أن لوحته تعتمد على جذوع التوت التي يحاول من خلالها المزاوجة بين الحركة الموجودة بالشجرة بما تجسده من معان أنثوية تومي بالحركة والليونة وبين فكره كفنان يحاور بين رؤيته وإبداع الطبيعة .
من جهته الفنان نزار بلال رئيس قسم السينوغرافيا في المعهد العالي للفنون المسرحية يجسد في منحوتته آلهة الينبوع رمز الحياة في ملكة ماري برؤية معاصرة حيث تمت إضافة بعض العناصر إليها.
كما نفذ الرسام والخطاط مكسيم الاحمد من حمص جدارية تشمل أهم رموز الحضارة السورية بامتداد 53 م وارتفاع مترين ونصف المتر إضافة إلى لوحة فنية باستخدام كلمات النشيد العربي السوري وسيتم انجاز لوحة للسيف الدمشقي.
واعتمدت النحاتة أمل زيات من دمشق في منحوتتها على جذع الكينا لأنها تجسد امرأة متشبثة بالأرض تعبيراً عن المرأة السورية كآلهة للعطاء والخصب والحياة. النحات فادي محمد من اللاذقية يجسد في منحوتته من جذع شجرة الصنوبر عملاً تحويرياً في ايقاع تجريدي ضمن بناء إنساني معماري فيها حالة تطلع الى السماء ومعاناة متضمنة فراغات أضفت على الكتلة النحتية تنفساً ضرورياً للتوازن والتناغم ما يعطي روحاً وايقاعاً فنيا متميزاً.