ولكن بعد انطلاق عمل هذا المعمل المهم، هل بات واقع النظافة في الوحدات الإدارية أفضل؟ هل حلت مشكلات المكبات المنتشرة على امتداد محافظة طرطوس والذي يبلغ عددها /62/مكباً وهي التي تحتوي مئات آلاف الأطنان من القمامة ؟؟ هل حلت مشكلات الترحيل من الأحياء والوحدات ؟؟ هل يعمل المعمل بكافة طاقته بالمعالجة ؟ وما هو واقع النفايات الطبية في طرطوس ؟؟
هذه التساؤلات كانت محور الندوة التي دعا لها فرع اتحاد الصحفيين في طرطوس حيث تساءل الزملاء الصحفييون عن آلية التخلص من القمامة ابتدءاً من المواطن الذي لا يلتزم بالمواعيد المحددة لإلقائها وعدم تطبيق القانون بحقه مروراً بآلية التجميع في الأحياء سواء بالنسبة للحاويات التي باتت مصدر للروائح الكريهة والأوساخ وتراكم القمامة والذباب وبقلة العمال وسوء وضع الآليات ودور مجالس المدن والوحدات الإدارية بعمليات الترحيل التي تعتمد على محطات للترحيل كون الواحدات الإدارية غير قادرة على إيصال نفاياتها إلى المعمل وانتهاء طريقة المعالجة حيث يعمل المعمل بكافة طاقته الإنتاجية، وأسباب عدم انعكاس العمل على الواقع في الأحياء والمدن والقرى والبلديات.
وإذا كان لب المشكلة في واقع نظافة مدينة طرطوس فإنه بحسبة صغيرة وفق مذكرة مديرية النفايات الصلبة نجد أنه تم تقديم /560/مليون ليرة لمجلس مدينة طرطوس تحديداً لتحسين واقع نظافة المدينة وهي عبارة عن /50/مليوناً من الموازنة المستقلة خلال عامي /2016-2017/ بالإضافة إلى تخصيصه بـ/54/عاملاً ومن ثم /69/عاملاً ، ومنح المجلس /400/مليون خلال العامين أيضاً، وإعانة أخرى بقيمة /50/مليوناً إضافة إلى إعانة من المنظمات الدولية undp بقيمة /45/مليوناً وأخرى لإصلاح الآليات بقيمة /15/مليوناً من قبل المنظمة الدولية للهجرة، وبخصوص الآليات تم تقديم /5/ضاغطات قمامة سعة /7/م3 و/3/قلاب سعة /5/أطنان وحاويات معدنية.
لكن أين المشكلة وأين الحل ؟؟
المهندس وسام عيسى مدير دائرة النفايات الصلبة بمحافظة طرطوس أكد أن معمل وادي الهدة يعمل بكامل طاقته الإنتاجية والبالغة 630 طناً في اليوم من القمامة ضمن /3/خطوط إنتاج على ورديتين، بوجود /272/عاملاً وفنياً، وبخصوص محطات الترحيل تم إبرام عقود ترحيل للشيخ بدر والدريكيش، ويتم استجرار /40-50/طناً من قمامة بانياس، وقريباً فض عروض محطة ترحيل القدموس، بينما بقيت صافيتا بالإضافة للبلديات دون محطات كخطوة لاحقة ريثما يتم الانتهاء من محطات النقل الوسيطة الموزعة على كامل الحافظة والتي يبلغ عددها /10/محطات وهي قيد الإنجاز حالياً.
وأوضح أن المعمل ينتج السماد العضوي بنوعية جيدة وبـ/3/آلاف ليرة للطن ويقدم مجاناً لذوي الشهداء والجرحى.
وبخصوص مكبات القمامة أشار إلى أن عقداً أبرم مع جامعة تشرين لإعادة تأهيل هذه المكبات البالغة /62/مكباً ، حيث تمت دراسة /9/ كمرحلة أولى وهي الأكثر خطورة وهي (صافيتا، الدريكيش ، الشيخ بدر، عين الزرقا، الحميدية ، بعشتر، مشتى الحلو، القدموس، طرطوس) .
وعن مشكلة النفايات الطبية ومدى تجميعها والتزام كافة المشافي بتطبيقها، وعن سبب عدم شمل نفايات المشافي الخاصة ومشافي المناطق بالتجميع، لفت إلى أن قمامة مشافي (الباسل، العسكري، التوليد، بنك الدم) العامة يتم تجميعها وترحيلها مرة بالأسبوع إلى محطة معالجة النفايات الطبية لمحافظتي طرطوس واللاذقية في منطقة البصة باللاذقية، وتطالب الدائرة بتأمين سيارتين لتخديم مشافي المدينة والريف.
مجالس المدن
بدوره رد رئيس مجلس مدينة طرطوس القاضي محمد زين عن الأسئلة بأن واقع نظافة طرطوس مقبول ولكنه غير راض عنه، مشتكياً من القرار رقم 66/لعام 2013 الذي لا يسمح لمجالس المدن بإبرام عقود سنوية لعمال نظافة حيث لفت إلى وجود /140/عاملاً للمدينة فقط، إضافة إلى آليات سيئة مطالباً بنشر الوعي المتعلق بالنظافة حول الالتزام بمواعيد رمي القمامة ومكانها مشيراً إلى أن قانون النظافة غير رادع كون الغرامة لا تتجاوز الألف ليرة.
بدورها رئيسة مجلس مدينة الدريكيش م. نسرين بدر أكدت على أهمية توعية المواطن كونه مشتركاً بالمسؤولية، ورئيس مدينة القدموس أكد أن المشكلة تفاقمت بعد ضم عدد كبير من القرى والمزارع إلى المدن في الوقت الذي بقي فيه عدد العمال واستطاعة الآليات نفسها، بينما لفت رئيس مجلس مدينة بانياس أنهم غير قادرين على التخديم بتسرب عمال واهتراء الآليات.
مدير الخدمات الفنية م.علي رستم أكد أن القطاع العام ساند مجالس المدن بآلياته وعماله خلال حملات النظافة، والمديرية تساند في إطلاق عمل محطات الترحيل في المحافظة.
وفي النهاية أشار م. ياسر ديب رئيس مجلس المحافظة إلى أن المناقشات قدمت المشكلة والحل مؤكداً أن الحل يبدأ بالمواطن ويمر عبر كافة الجهات وصولاً لرئاسة الوزراء، مطالباً مجالس المدن باستخدام القانون كرادع للمخالفين.