تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... «أفاتار» في دير الزور ... وواشنطن تبحث عن سر «الوجود» الداعشي

الصفحة الأولى
الأثنين 28-8-2017
كتبت عزة شتيوي

«أفاتار» في دير الزور..... هكذا اختار البنتاغون اخراج أمراء داعش من فلم مكافحة التحالف الدولي للمتطرفين، فأنزل عليهم كومندوز من مروحيات،

واختار الجنسيات الداعشية لنقلهم بعناية سرية الى «كوكب» غير مسمى، وان سئلت واشنطن عن العملية سرحت بخيالها السياسي الى أن «الكنز» الاستخبارتي للبغدادي مدفون في عباب المعارك بين تنظيم داعش والجيش العربي السوري في دير الزور, لذلك كان الانزال الجوي الأميركي لاستخراج سر «الوجود الارهابي» وليس لأن البنتاغون خائف أن توثق فضيحة العلاقة مابين البيت الأبيض ومابين خيم الخلافة من فم معترف أجنبي،بأنه ربى اللحية وجاء يقود التنظيم بعقد وكالة من «السي آي إيه» في سورية.‏

ليس فيلما هوليوديا ماحدث في سماء دير الزور, وما قبلها في الرقة والموصل، واينما هزم داعش أو كان قاب قوسين وادنى من التبدد،لكنه السلوك الأميركي في ازالة أي اثر استخباراتي يدل على الحقيقة التي تثبت تورطه بصناعة الارهاب في المنطقة، واصطياد المصالح من وراء التفجيرات، والا لماذا تنتشل واشنطن أمراء الدواعش، وكيف تقبض على قادة التنظيم، وهي التي فشلت في تحديد احداثياته فصنعت المجازر في الرقة وضربت أرقاماً قياسية في اسقاط الضحايا من المدنيين في ضرباتها العشوائية.‏

تلم اليوم أميركا ما غلا ثمنه الاستخباراتي, وخفت قيمته من دواعش في أرض المعركة، ولاتنصرف بل تقف على شريط الاتفاق في الجنوب مع الروس علها ترصد ثغرة آخرى، تدخل بها مجددا الى الملف السوري وتقلب التوازنات في المنطقة،فواشنطن لاتمل التلون بين متطلبات المصلحة حتى وهي في طريقها الى المقبرة السياسية كما يقول عنها اعلام اسرائيل «الثكلى» على حد وصف أحد المسؤولين فيه, خاصة أن الكيان فقد أمله في اختراق اتفاق الجنوب السوري وعاد كل من الموساد ونتنياهو بعد أن وضعا فزاعة ايران أمام واشنطن وموسكو بخفي الغيظ بأن المقاومة من سورية الى ايران باتت قطباً أساسياً في المنطقة وفي العالم الذي يصعد فيه الشرق على حساب غروب القطبية الاحادية لأميركا.‏

فسورية اليوم ميزان العالم وترجح كفتها للشرق وهو في نظر اسرائيل هزيمة من عيار ثقيل قد يهدد الوجود الصهيوني وليس حدوده فقط، لذلك يقترح منظرو الكيان ضرورة عقد مزيد من «القران» واتفاقيات السلام في الخليج وباقي دول الشرق الأوسط خاصة أن اتفاقيتي وادي عربة وكامب ديفيد لازمتان ولكنهما غير كافيتين، فالأردن اليوم تموج على موج الأميركي وقد تنحصر في الجنوب السوري الذي تخافه اسرائيل كما تخاف جنوب لبنان، واردوغان الذي زار عمان مؤخراً لم يفصح عن سبب لقائه للملك المقامر عبد الله الذي راح يغازل ايران فجأة ودون سابق اعجاب سياسي.‏

تتبدل حكايات المنطقة السياسية ويغير المشهد أبطال اللعبة فالسياف الداعشي ماعاد في الحسبان وحكايات شهرزاد الارهابية لم تعد تعجب السلطان سواء كان ترامب أو حتى أردوغان ... أو حتى الخليج وكل من دعم النصرة والقاعدة.. فالميدان هو الحاكم السياسي ولهذا بات التوقيع على النصر باسم الجيش العربي السوري ..فهل ستقف اسرائيل ساكتة وسط هذا الافلاس الممتد من الخليج حتى واشنطن وهل ستبيع نصف مالديها من سياسة وتشتري أثاثا جديدا للمرحلة .. كيف سترتب الثكلى وضعها؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية