تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في افتتاح أسبوع الفيلم التركي : بيــــضة..ســــينما المشــــاعر والطبيـــعة العــذراء

ثقـــافـــة
الجمعة 19-12-2008م
محمد قاسم الخليل

تحل السينما التركية ضيفة على صالات دمشق وحمص واللاذقية ضمن أسبوع سينمائي ضم عدداً من الأفلام الجديدة والكلاسيكية.

وجرى افتتاح رسمي في صالة الشام بدمشق بفيلم (بيضة) من إخراج سميح كبلان أوغلو.‏‏

يعد عرض فيلم (بيضة) في الصالات السورية فرصة نادرة لعشاق السينما، فقد سبقت الفيلم ومخرجه أخبارهما في المهرجانات السينمائية، حيث نال فيلم (بيضة) جائزة لجنة تحكيم أفلام المتوسط في روما، كما أثار فيلم كابلان الجديد (حليب) اهتماماً نقدياً في مهرجان البندقية الدولي منذ أشهر.‏‏

ولد المخرج سميح كابلان أوغلو في أزمير عام 1963 ودرس السينما في جامعة دوكوز وعمل في الإعلانات قبل أن يخرج فيلم (كل شخص عليه ببيته) الذي حاز على عدة جوائز في المهرجانات، كما نال فيلمه الثاني (سقوط الملك) جماهيرية ملحوظة.‏‏

وإضافة إلى عمله السينمائي أصدر أوغلو مجلتي الجمهورية وعالم الفن في عام 1990، وكتب مقالات عديدة في جريدة راديكال، حتى عام 2000 حيث تفرغ للعمل السينمائي.‏‏

يتوجه أوغلو في فيلم (بيضة) إلى الريف التركي الجميل كما هي حال أغلب المخرجين الذين يودون لفت الأنظار إلى الصورة السينمائية الشاعرية في أفلامهم.‏‏

تتمحور الخطوط الدرامية لفيلم (بيضة) حول شخصية يوسف ابن الريف الذي يعيش في استانبول، وهو شاعر هجر الشعر ليعيش من بيع الكتب، ويعود إلى قريته إثر وفاة والدته، وفي بيت العائلة القديم يلتقي (عيلة) الفتاة الجميلة التي قضت سنواتها الأخيرة في خدمة أم يوسف.‏‏

وفي القرية يكتشف يوسف جمال الطبيعة الريفية العذراء، كما يكتشف اهتمام أهل القرية بشعره، حيث تعبِّر (عيلة) عن إعجابها بشعره، كما يلتقي صدفة معلمة تقرأ أشعاره لتلاميذ المدرسة.‏‏

أما عنوان الفيلم (بيضة) فقد جاء من مشهد قيام طفل بالبحث عن (بيض) في قن الدجاج لتقديمه ضمن طعام الإفطار ليوسف، وطبعاً لايجد الطفل ولا بيضة ويصرخ (يوك).‏‏

يلاحظ بوضوح تأثر سميح كابلان بالأفلام الرومانسية التي تدور وقائعها في الريف ومنها (الفرنسية) و (التركية) الكلاسيكية كأفلام المخرج الراحل (يلماز غوناي).ص‏‏

ويحسب لسميح تركيزه على الأحاسيس والمشاعر، وتكثيف الحوار، وتمثل العبارات المقتضبة بين يوسف وعيلة وبينه وبين المعلمة نموذجاً لفيلم بلا ثرثرة، وتبقى عملية استكشاف جوانيات ودواخل البطل مرتكزاً أساسياً في لغته السينمائية، كما يبدو واضحاً تعلق أوغلو بالطبيعة العذراء من خلال تجوال الكاميرا بين الحقول، وفي الأماكن القديمة، ويبدو تعاطفه مع الريف الجميل من خلال المشهد المقابل والمناقض، وهو ينتقل مباشرة إلى طريق واسع تتوضع على جانبيه أبراج عالية وكأنها تريد أن تنقض على الأرض كطير جارح.‏‏

واعتمد أوغلو في ايصال لغته السينمائية الشاعرية على البطء في السرد، واستخدام مثل هذا الأسلوب قد يعطي نتائج مغايرة تماماً لرغبة المخرج في امتاع المشاهد.‏‏

ونلاحظ لقطات مثل هذا المأزق في مشهد الافتتاح والأم تمضي بين الحقول والغيوم تملأ الأفق.‏‏

مع ذلك يبقى فيلم (بيضة) من الأفلام الجميلة، وكنا نتمنى أن يرافقها ترجمة إلى العربية، ليكون الاستمتاع أكبر بمثل هذه النوعية من الأفلام.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية