يذكر المؤرخون سيبويه غير النحوي المعروف ، وأطلق اسم على رجل استفاضت أخباره في القرن الرابع الهجري ، وهو من أشهر عقلاء المجانين وقد ألف ابن زولاق كتابا في حياته وأخباره بعنوان أخبار سيبويه المصري.
وكان هذا العاقل المجنون من كبار أهل العلم واللغة ، وذكرت زوجته أنه إنما كان يهيج إذا لم يأكل اللحم ، فإذا أكل شيئاً دسماً سكن.
تمليح الميت
جاءت جماعة إلى أحد الوجهاء الذي يدعي العلم والمعرفة يسألونه في مقدار كفن لجار لهم مات.
فقال الوجيه : ما عندي الآن شيء ، ولكن ائتوني في وقت آخر ، لأنظر في الكتب وأخبركم بما تريدون معرفته.
فقالوا له : الدنيا حر ونخشى أن ينتن إلى الغد.
فقال لهم : ملحوه.
فقالوا : نملحه إلى أن يتيسر عندك شيء؟
المستشار مؤتمن
لم يكن جحا مهرجا كما يتبادر إلى ذهن كثيرين ، بل كان معلما وكان الأمراء يأخذون رأيه في الأدب، ومما يروى أن أمير البلد أنشد يوما قصيدة أمام جحا وقال له: أليست بليغة؟
فقال جحا: ليست بها رائحة البلاغة.
فغضب الأمير وأمر بحبسه في الإسطبل ، وفي يوم آخر نظم الأمير قصيدة وأنشدها لجحا، فقام جحا مسرعا، فسأله الأمير: إلى أين يا جحا؟
فقال: إلى الإسطبل يا سيدي.
فقيل له : لماذا لا تقرظ شعر الأمير؟
فقال : المستشار مؤتمن.
استدانة
قدم رجل من النحاة خصماً إلى القاضي ، وقال: لي عليه مئتان وخمسون درهماً.
فقال القاضي لخصمه: ما تقول؟
فقال الخصم : أصلح الله القاضي، الطلاق لازم له، إن كان له إلا ثلاثمئة، وإنما ترك منها خمسين ليخبر القاضي أنه نحوي.