تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أشـــــهر الأحذيــــة في ذاكــــرة التاريـــــــــخ

استراحة الجمعة
الجمعة 19-12-2008م
محمد قاسم الخليل

سألوا الماغوط يوما ما رأيك في العولمة ؟ فأجاب:العولمة في حذائي.

لم يأت الماغوط بجديد عندما أعلن سخطه على العولمة بهذا التعبير ، ففي الثقافة الشعبية يعد وضع الحذاء على أي كائن تعبيراً عن الإهانة والسخط، وقد وضعت أغلب المقالات التي كتبت عن قذف بوش بحذاء الزيدي في هذا الإطار من المفهوم الشعبي.‏‏

و ليس حذاء منتظر الزيدي أول حذاء مشهور في التاريخ،فقد سبقته أحذية كثيرة دخلت على خط الأحداث السياسية ، ولكن بالتأكيد سيكون من أهم تلك الأحذية.‏‏

وليس بوش أول حاكم أجنبي يقذف بالحذاء فقد سبقه إلى هذا مجرم الحرب شارون الذي تلقى أحذية المقدسيين العرب خلال زيارته الاستفزازية للمسجد الأقصى ، ومع أن باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أمن له الحماية ، ولكن منظر الجنود المدججين بالسلاح لم يمنع المقدسيين العزل من التعبير عن سخطهم على فعلة شارون النكراء فقذفوه بالأحذية.‏‏

ويعد حذاء الرئيس السوفييتي الأسبق نيكيتا خروتشوف أشهر الأحذية المعاصرة ، وقد دخل التاريخ إثر قيام خروتشوف بضرب منصة خطابات به ، ففي عام 1956 ألقى خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وأنفعل وهو يلقي بكلمات تحمل تهديدا بالتدخل لوقف العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر،وانحنى خلف المنصة فجأة أمام رؤساء الوفود الذين اعتقدوا لأول وهلة أنه أصيب بدوخة ، ولكن سرعان ما ظهر وهو يحمل فردة حذائه وضرب بها مرات عدة وهو يوجه تحذيره إلى الدول المعتدية.‏‏

وللعراقيين ذكريات سياسية مهمة مع الحذاء، ومنها على سبيل المثال الهتاف الذي وصف نوري السعيد العميل للاحتلال الانكليزي بالقندرة وهي اللفظة الشعبية العراقية للحذاء ، ومات نوري السعيد في العراق بضرب الأحذية.‏‏

وبالعودة إلى التاريخ الوسيط نجد الملكة المصرية شجرة الدر قد قتلت بالأحذية ( القباقيب الخشبية ) و شجرة الدر كانت جارية وأجمل نساء عصرها، تزوجها الملك الصالح وهي التي قادته بذكائها إلى سدة الحكم وحين مات كتمت خبر وفاته حتى لا يضعف جيشها وصارت سلطانة مصر وصار يدعى لها على منابر القاهرة ، ثم تزوجت من الوزير( ايبك) لتضعه في الواجهة, وتستمر في الحكم فغدر ايبك بها , فكادت له وقتلته ، فانتقمت منها زوجة ايبك حيث أدخلت الجواري وضربنها بالقباقيب حتى ماتت.‏‏‏

وهناك أحذية نسجت حولها الحكايات الطريفة ومن أشهرها حذاء أبو القاسم الطنبوري الذي كان شؤماً على صاحبه ، بسبب الحوادث المتكررة التي أدت إلى تغريمه بثمن الأشياء التي فسدت بسبب حذائه حتى وصل به الأمر إلى الوقوف في ساحة المدينة وإعلان براءته من الحذاء.‏‏

ويمكن أن نضيف إلى الأحذية الطريفة قبقاب غوار الذي ظهر في مسلسلات كوميدية للفنانين دريد ونهاد ، وكان صوت قبقابه مزعجا ومرعبا لحسني، لأنه كان يعتبره نذير شؤم.‏‏

وللرومانسية أيضا نصيبها مع الأحذية ،وأشهرها حذاء سندريلا الحسناء الفقيرة التي اختفت من حفلة ملكية بعد أن وقع أمير في غرامها ولم يستدل عليها، إلا من فردة حذائها التي خلفتها وهي تجري قبل أن تدق الساعة عن موعد انتهاء السحر.‏‏

ونتابع مع أحذية الشؤم التاريخ في القديم ونذكر قول المهلهل لمن توجه إليه بإنهاء حرب البسوس : ( بؤ بشسع نعل كليب ) والتي أصبحت مثلا ، وجاء في الخبر أن الحارث بن عباد وكان قد اعتزل الحرب، قام بإرسال ابنه بجير مع رسالة إلى المهلهل يقول فيها :‏‏

إنك قد أسرفت في القتل وقد أرسلت إليك ابني فإما قتلته وأصلحت بين الحيين وإما أطلقته ، فأخذه المهلهل وقتله وقال : ( بؤ بسشع نعل كليب ) فغضب الحارث عندما علم بالخبر ، وقاد قبيلته وقاتل المهلهل وأسره ، فكانت نهاية حرب دامت أربعين عاما ، ومعنى قول المهلهل من قولهم : دم فلان بواء لدم فلان أي مساويا له ، لكن المهلهل اعتبر الفتى مساويا لحذاء كليب.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية