تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صناعات لم تقهرها التكنولوجيا..القبقاب بمئة ليرة والشوبك بخمسين

أسواق
الأحد 24/2/2008
سوسن خليفة

الصناعات الخشبية مثل القباقيب والقوالب الخشبية التي ما زالت تستخدم في بعض صناعات الحلوى المنزلية,

من الصناعات الحرفية التي توارثها الأبناء عن الآباء وفي ظل عصر التكنولوجيا استطاعت تلك الصناعات أن تصمد حتى الآن مع أن المؤشرات تدل على أنها قد تنقرض قريباً.‏

هذا ما لمسناه من خلال لقاءات مع أصحاب تلك المهن التي توفر بالكاد مصاريف أسرهم ومع هذا هم متمسكون بها كونها أصبحت من التراث إن صحت التسمية وفي سوق الحرير المتفرع من سوق الحميدية يجلس العم أبو مروان في محله الصغير المتخصص في صناعة القبقاب الخشبي الذي عرفناه من خلال المسلسلات بقبقاب (غوار) يقول أبو مروان: إن هذا العمل في ظل وجود سلع كثيرة وحديثة في السوق أصبح نادرا ,ً وزبائننا محدودون وبالفعل لاحظنا وجود بعض السيدات اللواتي طلبن قبقاباً خشبياً لاستعماله في الحمام كون أرضيته من السيراميك, والأحذية المعتادة تزحلق وهنا تدخل أبو مروان ليقول: كان الرّواج لصناعتي في أوجه عندما كانت البيوت الدمشقية منتشرة أما الآن وفي ظل وجود الأبنية الطابقية والبرجية فقد خف الطلب لأن صوت القبقاب يزعج الساكنين مع أننا نراعي هذه الناحية ونضع في أسفل القبقاب قطعة من الجلد كحاجز للصوت, ويضيف أبو مروان أعمل بهذه المهنة منذ خمسين عاماً, وأستخدم خشب الحور في صناعة القبقاب.‏

أما بالنسبة للأسعار فهي تختلف حسب الحجم والنوع (أي الخشب المصنع منه القبقاب), فمثلاً الأنواع الصغيرة ما بين 75 إلى 100 ليرة سورية, وبعضها تدخل فيها الزينة والأجراس وخاصة بالنسبة للأطفال حتى تكون عالم جذب للطفل.‏

أما الأنواع الكبيرة فهي ما بين 150 إلى 200 ليرة سورية وبجانب أبو مروان وفي سوق الحرير تحديداً يجلس أبو محمد في محله الذي يبيع فيه القوالب الخشبية الخاصة بصناعة الحلويات العربية بالإضافة إلى تحف شرقية خشبية مصنعة بحرفية عالية كون هذه المهنة تعتمد على الاتقان من قبل الصانع لها.‏

يقول أبو محمد: لقد ورثت هذه المهنة عن والدي منذ أربعين عاماً, وقد كان الطلب قديماً كبير على هذه الأدوات لكن اليوم ومع تقدم الصناعة وتطور الآلات انتقلت هذه الصناعة من الشكل اليدوي إلى الصناعي.‏

وأضاف:إن منافسة تلك الحرفة في السوق حالياً غير موجودة لأن الطلب أصبح خفيفاً عليها, وذلك يعود إلى أن ربات البيوت لم يعدن يستخدمن تلك الأدوات في صناعة الحلويات ويسارعن لشراء الحلويات الجاهزة بدون تعب..‏

بالنسبة للأسعار مثلاً قالب المعمول ب 35 ليرة سورية, وقديماً كان سعره نصف ليرة سورية.والشوبك الذي يعجن به العجين تتراوح أسعاره ما بين 25 ليرة سورية و50 ليرة سورية, قديماً كان سعره 10 ليرات سورية.والهاون ما بين 75 إلى 100 ليرة سورية حسب نوع الخشب وقياسه حيث يستخدم في صناعة تلك الأدوات خشب المشمش والحور. أبو محمد لا يرغب بتوريث هذه المهنة لابنه لأنها حسب كلامه (مابتوفي) وبالرغم من ذلك فهي يمكن أن تستر عائلة لكنها ليست مهنة للمستقبل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية