تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بحوث جديدة تطرح: مستقبل الطفل المعنَّف?!

مجتمع
الأحد 24/2/2008
ميساء العجي

كشف بحث جديد أجري حديثاً في بريطانيا أن ضرب الأطفال على وجوههم بشكل مستمر يؤدي إلى نشوء العدوانية لديهم وهو ما يؤدي بدوره إلى احتمال جعلهم مجرمين.

كما يفيد التقرير أن صفع الطفل حتى لو كان ذلك بشكل طفيف ينمي العدوانية عنده ويزيد من احتمال السلوك الضعيف والإجرامي لديه. كما طالب معهد الأبحاث الذي أعد التقرير بحظر صفع الأطفال من أجل التقليل من مستوى الإجرام لديهم, موضحاً أن صفات الأطفال المجرمين تبدأ بالسلوك العدواني ما بين سن العاشرة والثالثة عشرة.‏

وأخيراً بيّن التقرير أن الأطفال الذين يتعرضون للصفع بانتظام هم معرضون أكثر من غيرهم لأن يصبحوا عدوانيين.‏

لا أحد منا ينسى الصفعة الأولى التي تعرض لها في صغره سواء أكانت من أحد أفراد أهله أم من معلمته في المدرسة..‏

صحيح هي مجرد صفعة لكنها تترسخ بذاكرة كل واحد منا..وقد يكون لها الأثر الكبيرفي تحديد شخصيتنا طوال حياتنا..‏

فكيف إذا كان هناك طفل يتعرض للعنف المستمر طوال حياته في بيته أو يتعرض للعنف عن طريق الكلام أو النظرات لأننا نجد أحياناً بعض الأهالي يعتقدون أن أساس التربية للطفل هي استخدام العنف إما بشكل مباشر وأما بشكل غير مباشر ذلك يكون بوجود أب يعاني مرضاً نفسياً ما فقد يكون أباً متسلطاً فيجد بالعنف وسيلته ليفرض بها سلطته في منزله وعلى كافة أفراد أسرته.‏

ومن الأمور مباشرة هي تعرض أحد أفراد الأسرة للعنف ويكون الطفل شاهداً هلى هذا العنف وبالطبع لها نفس الأثر السلبي على شخصية ونفسية الطفل كما أنه قد يتعرض للعنف بسبب ظروف عمله القاسية في سن مبكرة وهو شاهد على العنف المنزلي تقول راميا الحسين: ان زوجها كان عمله قاسياً وقد لاقى فيه الكثير من التعب فكان داخل منزله متسلطاً فاقداً للرحمة والرأفة في تعامله مع أولاده,يمارس عليهم تسلطه باستبداد وذلك لزرع الرعب في نفوسهم لدرجة أنهم أصبحوا يرتجفون لمجرد سماع صوته داخل المنزل هذا دفع بأولادي إلى انعدام ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالخوف باستمرار وعدم رغبتهم في أي شيء سواء باللعب أو حتى الرغبة بطلب أي شيء مني أو منه.ومن بعض الأساليب التي كان يستخدمها مع الأولاد هي حرمانهم من الطعام والشراب وكذلك عدم اهتمامه العاطفي بهم وذمهم واهانتهم باستمرار بسبب ودون سبب وكانت هذه الأساليب كلها ترعبهم وتقلقهم دائماً..‏

أطفال الطلاق:‏

كذلك من الأمور التي تجعل الطفل يتعرض للعنف غير المباشر حدوث حالة الطلاق ضمن أسرته فتجعل من الطفل الذي يتعرض والده للطلاق طفلاً مشاكساً قد يقوم بالاجرام أو بالقتل وذلك بسبب حالة الانتقام التي تتكون لديه إما من أمه وأما من أبيه و إما من مجتمعه الذي يشعر فيه أنه منبوذ لأي سبب كان.‏

تقول ماري خليل إنه بسبب طلاقي أنا وزوجي أصبح ابني الكبير الذي يبلغ من العمر تسعة أعوام كسولاً مهملاً وغير مبالٍ بي ولا بوالده ولا بدراسته كذلك.كما أنه أصبح أكثر عنفاً في تعامله معي ومع أخته الأصغر وتضيف ماري إنها تجهل الاسباب التي جعلت من ابنها طفلاً آخر وأصبح كل ما يطلب منه مرفوضاً لديه وكل ما كان يقوم به غدا ينفذ عكسه.‏

أطفال العمل:‏

ولن ننسى أن الأطفال الذي يمارسون أعمالاً منذ صغرهم يتعرضون للعنف من صاحب العمل وذلك بحجة مصلحة العمل والطفل كذلك حتى يتقن عمله على أكمل وجه هذا بالطبع له نتائجه السلبية على الطفل فتجعل منه شخصاً حاقداً كارهاً لوضعه الاجتماعي لكونه يرى غيره من الأطفال وبنفس عمره يعاملون من قبل أهلهم معاملة هو لم يتلقها خلال حياته وبسبب ذلك يصبح سلوكه عنيفاً وقد يكون لعمل الطفل منح آخر في شخصيته يجعله يشعر بأنه رجل يريد أن يستقل بحياته وهذا طبعاً يتعارض مع مصلحة أهله الذين وضعوه بهذا العمل لكي يجعلوا منه رجلاً مسؤولاً وحتى يتم حصولهم على بعض المال من عمله‏

الآثار الاجتماعية المدمرة.‏

الباحثة الاجتماعية راميا العيطرون تقول ان الطفل المعنف سيصبح بالمستقبل فرداً بالمجتمع والفرد المعنف سيتعامل مع الآخرين بعنف وقد يؤدي ذلك إلى تراجع مستوى ذكائه ويقوم أيضاً بمرافقة أصدقاء السوء في المستقبل كذلك سيهمل عمله ومستقبله ومستقبل أسرته وبالطبع هذا ينعكس على المجتمع ,سيصبح خمولاً ينقصه الابداع والقدرات بوجود توتر وغياب الهدوء في حياته .وأخيراً لا بد من التأكيد ان كل شخص يتعرض للعنف هو ليس مذنباً إنما ضحية كما بدا من إخراجه من دائرة العنف وإيجاد الحلول المناسبة له.‏

النفسية‏

الباحثة النفسية سميرة الأسعد تقول ان للعنف أنواعاً عدة منها الاذلال وتوجيه الإهانات بالاضافة إلى الضرب وهذه كلها بالطبع تؤثر على نفسية الطفل ويؤثر على شخصيته وتختلف آثار العنف من طفل إلى آخر حسب عمره الذي بدأ به يتعرض للعنف وكذلك حسب تكرار ممارسته العنف عليه أي إذا كان هذا الطفل يتعرض للعنف يومياً أو من حين إلى آخر وكذلك حسب الطريقة التي يتم فيها تعذيب الطفل كما للشخص الذي يمارس العنف على الطفل أثر سلبي كذلك وهذا يؤثر إن كان هذا الشخص غريباً أو أحد أفراد أسرته أو أحد والديه هو المعتدي ومن الأعراض الناتجة عن العنف الاكتئاب وكذلك الأفكار الانتحارية والشعور بالوحدة والانعزال وكذلك الشعور بالذنب كما يقوم بعض الأطفال بالتبول اللارادي..‏

وكذلك يواجه الطفل المعنف صعوبة اجتماعية بالتعامل مع الاخرين من أقرانه في المدرسة وتراجع نتائجه الدراسية كما قد يودي به للانحراف السلوكي ولاحقاً يمكن أن يصبح عنيفاً عدائياً مع أقرانه من الأطفال.‏

ما مستقبل الطفل المعنف:‏

تقول الباحثة النفسية سميرة الأسعد إن الطفل المعنف تنعدم ثقته بنفسه وتكون صورته متزعزعة كونها محطمة منذ الطفولة ومن أفضل الطرق لمعالجة الطفل المعنف توعية أهله وتعليمهم طرق التعامل مع الأطفال بشكل إيجابي دون اللجوء إلى العنف.‏

كما يجب ترسيخ قاعدة لدى الأهل وهي ان العنف ليس هو الحل الوحيد لمشاكلهم إذ توجد عدة طرق لايصال الرسالة وتعليم الأهل سبل فرض سلطتهم بغير العنف.كما يجب أن يؤمن للطفل مكان حماية له من العنف إذا تعرض له كذلك يجب إبعاده عن الإحساس بالذنب كونه غالباً ما يشعر بهذه الحالة أنه هو السبب بتفكيك أسرته..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية