حدث هذا في مستشفى ميامي الأمريكي، حيث تم اجراء عمليتين لزراعة قلب في جسم الطفلة ديزانا سيمونز منذ حزيران الماضي، ولكن فشل تقبل جسم سيمونز للقلب الأول، دفع الأطباء إلى التخلص منه وإجراء عملية زراعية أخرى بعد أربعة أشهر، عاشت خلالها سيمونز على مضخات صناعية قامت بعمل القلب.
قالت ديزانا :ان تجربة الحياة بلا قلب لهذه الفترة الطويلة بالاعتماد على جهاز لضخ الدم كانت مرعبة. فأنت لا تعرف متى ستتعطل،وكانت الفتاة تتحدث بصوت أقرب الى الهمس في مؤتمر صحافي في مركز جاكسون الطبي التذكاري بجامعة ميامي.
وقالت عن تجربة الحياة بلا قلب: شعرت وكأني شيء مزيف لمدة 118 يوما، وكأني لا أوجد حقا، خاصة بسبب عدم وجود ما يدق في صدري.. كنت هنا بالجسد فقط. لكني كنت اعرف اني موجودة وأعيش.
وكانت معاناة ديزانا قد بدأت في الربيع الماضي عندما علم والدها وامها بإصابة ابنتهما بمرض تضخم القلب الذي يضعف ضخ الدم، الأمر الذي دفع العائلة إلى الانتقال من منطقة كلينتون في ولاية ساوث كارولينا إلى مستشفى هولتز للأطفال في ميامي الأمريكية.
وقال الدكتور بيتر ويردن، جراح قلب في مستشفى بيتسبيرغ للأطفال، حيث يعمل مع مضخات مشابهة إن ما فعله مستشفى ميامي هو شيء مهم.
وأضاف :لقد عاشت الفتاة بدون قلب لأكثر من 100 يوم تولت خلالها مضختان ضخ الدم، إنه فعلا لشيء عظيم.
وكانت المضخات المستعملة في هذه الحالة عبارة عن أجهزة مساعدة للبطين، وهي عادة ما تستخدم في القلب أثناء وجوده داخل الجسم، وذلك للمساعدة على تسريع انتشار الدم، إلا أنه في حالة سيمونز فقد قام الأطباء في مستشفى هولتز بإزالة القلب تماماً، وقاموا بتصميم فجوات جديدة مشابهة لتلك الموجودة في القلب الطبيعي وإيصال كل منها بالمضختين.
وذكر الأطباء انهم علموا بحالة أخرى في ألمانيا، ظل فيها المريض حيا بلا قلب تسعة أشهر، لكنهم أعربوا عن اعتقادهم أن حالة الفتاة الامريكية هي الأولى من نوعها بين هذه الفئة العمرية.
وكانت قد تمت الموافقة على استخدام القلوب الصناعية للراشدين، إلا أن قراراً حكومياً لم يصدر لمنح الأشخاص الأصغر سناً قلوباً من هذا النوع.
وبحسب الدكتور ماركو ريتشي، مدير قسم جراحة القلب لطب الأطفال في جامعة ميامي، فإنه من النادر جداً إصابة الأطفال بهذا النوع من الأمراض الخطيرة، وهو الأمر الذي يدفع قلة من العلماء والأطباء للاستثمار في هذا النوع من القلوب الصناعية.هذا موضوع جديد للأطباء للنظر فيه.
وكانت الطفلة سيمونز قد عانت من صعوبة في التنفس أثناء مرور الشهور الأربعة الماضية، حيث أصيبت بفشل في الكلى وآخر في الكبد، بالإضافة إلى حدوث نزيف في أعضائها المعوية.
ولم يتمكن الأطباء من إجراء العملية الثانية إلا عند تحسن الحالة الصحية لسيمونز، وهو ما استغرق أربعة أشهر بعد العملية الأولى.