حيث تلونت العروض وأساليبها وأشكالها الفنية مجسدة أهم المهام الثقافية في المجال المسرحي و/كونتراكت/ عرض راقص تضمنت مفرداته الفنية موسيقا ورقص وشعر ودراما ومضمون فكري يصعب الوصول إلى نتائجه في أكثر الحوارات والنقاشات جدالاً، إذ جمع العرض بين الرؤية الفنية النوعية والرؤية الدرامية التي تقصدت التعمق في عالم المرأة، نماذجها، أوضاعها الحياتية علاقتها بالرجل وبالمحيط، العلاقة الاجتماعية والعاطفية عبر تقنيات الحركة الراقصة، فمشاهد الرقص التعبيري لـ/كونتراكت/ أخذت من حياة المرأة تاريخها وماضيها وراهنية حياتها، تقدمها، متفاعلة مع كل تلك الأشياء بامتداداتها المختلفة وتأثيراتها، إذ ترجم العرض حالات لاحصر لها وفي منتهى البلاغة أوصلتها حركة مدروسة مع دلالة حياتية مقروءة وابداع فني، فالعرض يوازي بين راقصتين جمعت حالات نسائية شاملة تعيشها المرأة ورغم أن لغة التعبير هي الرقص لم تستثنِ أي حالة، من الغضب إلى الحنان والظلم المتأتي من علاقتها بالرجل إلى شقائها الراهن وسعيها المسعور رغماً عنها إلى حياة عملية تطبق على أنفاسها، هذه الثنائية الإبداعية رافقتها قصائد شعرية بصوت الشاعر أدونيس تدور حول المرأة، لتصبح هناك لوحة فنية متكاملة تتصدى للتعبير عن أصعب الحالات النفسية من خلال أدوات فنية وفكرية أتاحت التواصل ببساطة رغم شمولية الفكرة واتساع أطيافها.‏