اكتشافات أثرية تؤكد ازدهار صناعة العاج بالسويداء
مراسلون الأحد 14-12-2008 منهال الشوفي أنهت »البعثة الوطنية«العاملة في موقع تل دبة بريكة بـالسويداء أعمال التنقيب للموسم السادس، بالكشف على لقى في الوحدات المعمارية للموقع، وقال د. علي أبو عساف المشرف على البعثة (إن الموقع هو لمدينة آرامية ذات شأن،
وسوف تستأنف الأعمال للتأكد من هوية الموقع الذي ربما يكون أطلال مدينة صوبا عاصمة الآراميين في جنوب سورية قبل انتقالها الى دمشق، أو »دبو« التي ورد اسمها في حوليات تحوتمس 1504-1450 ق.م موضحا أن البعثة عثرت في البقايا المعمارية على لقى من الحاجات المنزلية كالأواني الفخارية والأدوات النسيجية وقطع الأثاث، وقد عثر في حجرة كانت مخصصة لـالنول على أدوات مثل الثقالاتوالمكوكوهي عبارة عن قطع أثرية لا مثيل لها في متاحفنا، مصنوعة من الحصى الملونة المأخوذة من احجار نهرية، مع جرن صغير لسحق الأصبغة وحجر بازلتي ناعم لتشميع الخيوط.. أما في الطبقة تليها عمقا وتعود الى القرن التاسع- السابع ق.م فقد كشف على حجرة لحفظ الدنان وبقرب إحداها قارورتان لنقل السائل وصحن برونزي لغرف السائل من الدن وسكبه في القوارير وأضاف أبو عساف: اللافت أنه في نفس الحجرة، تم العثور على قطعة عاجية فريدة على شكل انبوب قطره حوالي 5 سم وهذه تمثل عصر ازدهار صناعة العاج من قرون وحيد القرن في العصر الآرامي إبان القرون الثلاثة الأولى للالف الأول ق. م وكذلك على ورشات لتصنيع الاثاث الفاخر كتلك التي سبق أن وجدت في قصور الملوك الاشوريين والآراميين في شمال بلاد الشام وكالأواني الفخارية الحمراء وقد نقش على إحداها شكل لطائر العنقاء أو ابو الهول المعروف في مصر ولكن بأسلوب محلي شامي أو آرامي، وفي أسبار أخرى أجرتها البعثة في سطح التل،كشف على آثار معمارية من القرن الثامن عشر ق.م بقربها مدافن على شكل جرار فخارية وأباريق زيت كان ينقل فيها زيت البطم أو زيت الزيتون الى أنحاء متفرقة من بلاد الشام ومصر وبين اللقى ختم بشكل »خنفس« يعود الى تجار مصريين ربما كانوا يعملون وتركوا هذا الإرث في الموقع، الواقع قرب نبع ماء غزير تحيط به السهول الممتدة من أطراف جبل العرب الشرقية حتى إزرع في حوران ومن اللجاة شمالا الى البادية جنوبا وقد سكن منذ الألف الثاني قبل الميلاد واستمر حتى العصر النبطي وربما الغساني ويشكل قطب المنطقة من الشمال في مقابل »بصرى« من الجنوب ويمتاز بأسواره الكبيرة والمرتفعة المبنية بالحجارة لحماية المدينة، وتنتشر فوق سطحه بقايا فخارية من الألفين الثاني والأول قبل الميلاد ، وهو أكبر تل في المنطقة الجنوبية لا تزال اسواره ظاهرة، وكما يقول الدكتور أبو عساف: إن هذا السور من عهد الكنعانيين، يعلوه سور آخر من الدور الآرامي، وفي الأعلى تشاهد بقايا وحدات معمارية نبطية متفرقة، توحي بأن الموقع، كان محطة تجارية على طريق القوافل بين بصرى ودمشق في العصر النبطي، وأقيمت المباني فوق طبقة تعود الى العصر الآرامي المتأخر، حيث عثرت البعثة على أختاموقبضات طينية مختومة تعود الى هذا العصر!
|