الحلقة التي استضافت فيها نشوى الفنان محمد صبحي مرت بصعوبة . . . ومنذ البداية حدد الضيف طبيعة الكلام الذي سنسمعه إن لم نلجأ إلى الريموت . . .. (السادة النقاد بيقولوا إنت بتلجأ للمباشرة في بعض الأعمال، بقولّهم في أعمال ما ينفعش دراميا معها غبر المباشرة)، والحقيقة أن كل ما قدمه الفنان محمد صبحي في الحلقة كان قصفاً مباشرا على المشاهد، قصفا من نصائح وأحكام جعلتنا نظن إننا أمام احد الدعاة الذين يتكاثرون كالفطر على الشاشات العربية كمقابل ومكافئ لانتشار العري الكليبي وهو جزء من حالة الاستقطاب الشديد فكريا واجتماعيا وطبقيا أيضا.
تحدثت نشوى بحميمية لافتة عن مسلسل «عائلة ونيس» الذي قدمه محمد صبحي وعن تأثرها الشخصي بكثير من أفكاره، فكان رد صبحي ان 80% من ونيس هو تجربة شخصية ذاتية أثناء تربيته لكريم ومريم (ولديه) وضرب مثالاً مكررا إلى حد الملل عن الكذب أمام الأطفال من قبل الوالدين (أب يطالب ابنه بالصدق وحين يرد الولد على هاتف يخص الأب يطلب منه أن يقول: بابا مش موجود)،
نشوى، التي بدأت مشوارها الإعلامي وهي ابنة 16 عاما وكانت اصغر مذيعة عربية تقرأ نشرة الأخبار وتقدم برامج تلفزيونية على الهواء، بدت في البرنامج وكأنها تعبت مبكرا رغم الجوائز التي تنوء بحملها فكانت في كل سؤال تعيد مع بعض الاختصار ما قاله الضيف حتى بدا البرنامج كسهرة تربوية عن مشاغبات المدرسة والناظر الذي كان يعطي دروسا في الوطنية والإخلاص (فين الناس اللي زي دول؟ فين التربويين دول) تردد نشوى ويردد معها صبحي، بلهجة حنين إلى ماض لن يعود . . .
ومحمد صبحي، الذي يملك في رصيده عشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية وبعضها مهم ولافت خاصة بعد تعاونه مع السيناريست لينين الرملي، لم يكن سوى ظل لمحمد صبحي اللماح الذي نعرفه المشاغب الذي يضيء زوايا معتمة في تجربته وحياته بطريقة صادمة للوعي بل كان واحدا من الأساتذة الذين يملؤون الفضاء بنصائحهم الباردة ويدفعون الآخر دفعا إلى النفور من هذه النصائح حتى لو كانت صحيحة خاصة حين يبدؤون وينهون ببيت جميل من الشعر لشوقي أو لزهير أو المتنبي لكن الذائقة الشعرية والاجتماعية تجاوزته لا بمعنى الإلغاء بل بما هي سنة حياة وتطور..!!
مع نهاية الحلقة خرجنا بتساؤل وحيد: هل هذا هو محمد صبحي؟ أم أن سطوة المكان والحضور جعلته يقدم نفسه بهذا الشكل؟!.