الأطر العامة لثقافة الطفل
ملحق ثقافي الثلاثاء 3 /1/2006 عبد السلام الصالح إن ثقافة الطفل هي المعلومات والمعارف والمفاهيم والاتجاهات والقيم والمهارات والعادات والتقاليد والآداب السلوكية والدين واللغة والفنون التي يجب أن يكتسبها الطفل من خلال جماعات التنشئة الاجتماعية وتختلف ثقافة الطفل في مضمونها عن ثقافة الكبار بحيث تتناسب مع عمر الطفل ومستوى تفكيره وتشبع حاجاته النفسية والاجتماعية والعقلية لمرحلة الطفولة التي يمر بها.
و أيضاً تعرف ثقافة الطفل (( بأنها مجموعة العلوم والفنون والآداب والمهارات والقيم التي يتمكن الطفل من استيعابها وتعلمها في جميع مراحله العمرية المختلفة والتي من خلالها يتمكن من توجيه سلوكه في مجتمعه توجيهاً سليماً وإن ثقافة الطفل لا تختلف اختلافاً كبيراً عن ثقافة الكبار. وقد ذهب فريق آخر لتعريف ثقافة الطفل بأنها جميع أنواع النشاط التي يبتكرها الأطفال والأشغال التي ينجزونها مستخدمين مواد بيئتهم وأساليب تراثهم الثقافي للتعبير بحرية عن خبراتهم الشخصية في العالم الذي يعيشون فيه والتعبير عن خلجات وجدانهم إزاء الأحداث التي تنبع لهم عن تخيلاتهم ورغباتهم ومشكلاتهم ، فالألعاب التي يخترعونها والأغاني التي يصورونها والتمثيليات التي يشخصونها والتشكيلات التي يكونونها وغيرها من المنجزات التي يبتكرها الأطفال باختيارهم هذه جميعا ً هي التي تشكل ثقافتهم لأنها تعكس نظرتهم إلى الحياة وأسلوبهم في مواجهة الأحداث لأنها تكشف عن القيم الخاصة بمرحلة نموها والتي يقدرون على استثمارها لأنها تنبئنا بما تمثلوه من ثقافة مجتمعهم وما رفضوه))* محمد طالب دويك (الطفل بين التربية والتثقيف - مجلة التربية - ط101-قطر 1992. قبل أن نحدد الثقافة التي نريدها لأطفالنا يجب أن نشير إلى المحاور والأطر العامة التي تحدد هذه الثقافة وهي: الإطار العربي والاعتزاز بالقومية العربية فالطفل العربي يعيش داخل مجتمع عربي ولهذا المجتمع قوميته ولغته وتراثه الأدبي والعلمي...... وتأصيل الهوية الثقافية للطفل في المجتمع العربي الحديث على أساس من دعم وتنمية إحساس الطفل بالأصالة العربية ومن التفاعل مع العصر ومتغيراته، والتأكيد على التراث العربي وعلى ما يذخر به من منجزات ومواقف وشخصيات كان لها دورها البارز في الحضارة العربية لتكون ركيزة أساسية لتنمية إحساس الطفل العربي بالهوية المميزة لثقافتنا العربية. * الإطار القومي: فثقافة الطفل تدور حول تنمية شخصيته المستقلة للوطن والمواطن وهذا يعني أن يكون لنا إسهامنا الحضاري مع الآخرين وأن نقف معهم موقف الند للند لا موقف التابع للمتبوع و الاستقلالية تأتي عن طريق العمل وبذل الجهد الإطار الأخلاقي والإنساني: ومن خلاله يتعلم الطفل التسامح مع الآخرين من الجنسيات والقوميات الأخرى والانفتاح عليهم والاستفادة منهم والتفاعل على أساس من الندية والتمسك بالهوية القومية وعدم الذوبان فيهم أو الخضوع لهم فالاعتزاز القومي لا يعني التعصب ضد الآخرين. يجب أن تتابع ثقافة الأطفال ركب التقدم العلمي حتى يقف الطفل على آخر ما وصل إليه العلم بطريقة مبسطة ونقصد بالعلم هنا الأسلوب الذي يواجه به الإنسان المشكلات التي تواجهه وكيف يسخر العلم والعقل للتغلب على هذه المشكلات من حيث مأمور أن يعمر الكون وأن يسعى فيه بالخير وألا يركن إلى الخمول والكسل أو أن يقنع بالتبعية العلمية والحضارية للآخرين وإن الأسس والمقومات الصحيحة لثقافة الطفل تتحدد وفقاً لم تحققه هذه الثقافة من أهداف تنموية شاملة لمختلف جوانب شخصيات الأطفال ومن بين هذه الأهداف: 1. إكساب الطفل العموميات الثقافية والتي تتمثل في ذلك القدر المشترك من الثقافة والتي تتيح لكل طفل الحد الأدنى من التفاعل والتكيف مع المجتمع مثل اللغة والمواد الاجتماعية والعلوم العامة والرسم والموسيقى. 2. تنمية قدرات الطفل على التفكير العلمي وإكسابه أسلوب التفكير الناقد. 3. تنمية الاتجاهات والقيم وأنماط السلوك المرغوبة التي تكفل للطفل مواجهة الحياة في المجتمع والاستمرار في الدراسة. 4. إكساب الطفل الأساليب المقبولة اجتماعيا لإشباع حاجاته وميوله. 5. إكساب الطفل بعض المهارات والخبرات الفنية المناسبة للبيئات المختلفة. 6. تنمية الأساس لدى الطفل بمشكلات الحياة في المجتمع والإحاطة بالمشكلات التي تواجه المواطنين حتى يتعلم تحمل المسؤولية. 7. بث احترام العمل اليدوي في نفوس الأطفال. 8. تنمية المهارات الجسدية اللازمة للطفل.
|