|
|
رغم الآلام والتحديات نافذة على حدث أعداء سورية أرادوا وخططوا أن يكون يوم الاستحقاق التشريعي يوماً للفوضى والخوف، والأجواء الضبابية، إلا أن السوريين ورغم اجتراع الآلام، حولوه إلى يوم فرح نتيجة إراداتهم القوية، حيث مارسوا خلاله حقهم باختيار الأشخاص الذين سيمثلونهم تحت قبة البرلمان، وكان يوماً ديمقراطياً بامتياز. لذا فمجلس الشعب القادم مقبل على تحديات كبيرة، ومن الضروري أن يثبت أعضاؤه أنهم قادرون على تحمل المسؤولية و أهل للثقة التي زرعها الناخبون بهم ، ومطلوب منهم أن يعلموا أن المهمة التي كلفوا بها ستكون عبئاً ثقيلاً على كاهلهم، لا محطة للراحة والمغانم وتحقيق الذات. كذلك مطلوب من أعضاء المجلس العتيد أن يفرضوا حضورهم تحت القبة وخارجها، فتحتها إيصال الأمانة التي حملوها، وتلبية نداء المواطنين وطرح همومهم ومعاناتهم دون خشية أو خوف من عاقبة، وفي الخارج بفرض حضورهم بين الناس، وعدم انتظار هؤلاء في مكاتبهم لسماع شكاواهم، وذلك عبر الجولات التي يمكن لهم تنظيمها، حتى يشعر الناخب بأن النائب لم يبتعد عنه ولم ينصرف لقضاياه ومصالحه، ولا يزال على مقربة منه في الشدة والسعادة. سورية على مفترق طرق، وتواجه حرباً ضروساً، وعلينا أن نواصل الزحف لرد الطغاة والحاقدين عنها مهما كلفنا ذلك من تضحيات، وعلينا أن نثبت وكل من موقعه للعالم أجمع أننا أهل للديمقراطية والحرية والإصلاح، ونستطيع أن نعطي دروساً في القيم الفاضلة والأفعال الحميدة لمن أراد زرع الفتن والفوضى في ربوع بلادنا. الانتخابات محطة مهمة على طريق التعددية السياسية والحياة البرلمانية الجديدة التي تستحقها سورية، وتتويجها بنجاح أعضاء أكفاء قضية رئيسية للخروج بالبلاد من الأزمة التي تمر فيها، سيعلم بعدها المتربصون بأبناء شعبنا شراً أننا سنبقى يداً واحدة من أجل الاستمرار بالبناء والنهوض.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
