تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عين موسكو في الهدف

عن لوفيغارو
ثقافة
الأربعاء 9-5-2012
ترجمة: مها محفوض محمد

المعرض التاسع للصورة الذي يعقد كل عامين مرة في موسكو يقدم هذا العام بحيوية وزخم كبيرين المواهب الروسية كما يجمع على أسس علمية بين الكلاسيكية والمواهب الجديدة بين الماضي والمستقبل.

فكان لابد من سحر موسكو كله وتاريخها المتجذر في خبايا الأدب والسياسة.‏

صور مرسومة بقلم «بستل» (عجينة تستخدم في صنع الأقلام الملونة) تزداد جمالاً وجودة كلما مر عليها الزمن تبدو فيها شوارع موسكو كئيبة تجتازها المنتزهات الخضراء.‏

البرنامج كثيف بقدر ماهو مبهر لكل من يرغب في زيارة هكذا ملتقى بدا متميزاً عن جميع المعارض، وقد تطلب هذا المهرجان طاقات اسطورية من مديرته أولغا سفيبلوفا الشقراء الرقيقة ذات الإرادة الصلبة كقائدة فرقة باليه، حيث استطاعت أن تنجز أفضل معرض للصورة في العالم بتوزيع صالات العرض في جهات موسكو الأربع وتقديم كل ما يلزم من التوضيح والتعليق والدقة، كما أظهرت هذه المرأة الرائدة في هذا المجال خبرات فنية نادرة ومهارات تقنية عالية لكي يلتقي مصورون جاؤوا من مختلف أنحاء العالم جمهورهم: المصورون الصينيون أمثال هونجيانك والأفارقة أمثال هينس أيضاً ليجمع المعرض بين الأميركيين والروس الذين كانوا أعداء في الماضي واليوم هم حلفاء الاستهلاك المعاصر، كما يتضمن المعرض أنواعاً شتى من الريبورتاجات وصور الأفلام منها (رحلة إلى عالم المستقبل) و(الوقوف الثاني) للمخرج سيرجي شيستاكوف وقد تم اخراجه في مدينة الدرع الصاروخي ضد الأميركيين تم التخلي عنها في نهاية الحرب الباردة وصوراً عن (صاحبة الرداء الأسود) للمخرجة سارة مون وشيئاً عن التملق الفرنسي لموسكو للمصور بول ثمود.‏

وكانت مديرة المعرض قد حولت متحف موسكو للعلوم والوسائط المتعددة الذي تديره منذ زمن إلى معرض للصورة، وهذا المتحف الرائد يقع على بعد خطوات من متحف بوشكين العظيم الذي تتبوأ مركز إدارته منذ العام 1961 ايرينا أنتونوفا وهي في الواقع الأقدم والأكبر سناً بين مديري متاحف الفن في العالم.‏

أما أولغا فلم تترك معرضاً مهماً في العالم من متحف (MEP) في باريس إلى كانستاس في زوريخ ومن معرض فينيسيا الذي يعقد كل عامين مرة حيث كانت تكلف بالجناح الروسي إلى معرض فوتوفيست المماثل لمعرض الصورة في هيوستن (تكساس).‏

لا يوجد معرض كبير في العالم إلا ومرت عليه تلك المرأة الديناميكية التي لا يثنيها عن عملها تعب أو جوع أو نعاس، لم تترك مكاناً إلا وذهبت إليه لترضي تعطشها إلى المعرفة وشراهتها للمعارض حتى غدا العدو والصديق يدعوها (امبراطورة روسيا) فهي تحت قفازها المخملي تخفي عصا حديدية، إذ استطاعت خلال عام من إدارتها لمتحف موسكو للعلوم والوسائل المتعددة (MAMM) أن تقرأ كل ما يلزم لاستعادة الماضي وتنظيم عروض للصورة الروسية ويعتبر اليوم هذا المتحف أكبر مركز لأرشيف الفن البناء كفن المصور الضوئي والنحات الكسندر رودشينكو.‏

حيث نظمت فهرساً غير مسبوق في تاريخ الصورة في روسيا مصحوباً بالتعليق على الأعمال والوقائع والتواريخ، وقد تطلب ذلك جهوداً جبارة ومنذ تدشينه في شباط عام 2011 راهن هذا المتحف الجديد على الريادة من بين اثنين وسبعين متحفاً في موسكو ليكشف اليوم عن مواهب جديدة ويبدو المعرض فيه آسراً مبتهجاً كشاب عاشق لفنه.‏

لقد أعاد إحياء مصادر التاريخ العالمي للصورة وأعاد إلى الذاكرة أشياء كثيرة منسية وفيه من الحيوية والألق ماتفتقد إليه المؤسسات الفرنسية المشابهة.‏

أي يعتبر معرض موسكو المدينة الفائقة النشاط بمثابة وليمة كبرى لهواة الصورة لمن يريد الاطلاع على الريبورتاجات، وخفايا ديكور الفيسبوك، ثورة الديجيتال وما نجده عند ستيف جوبس وسيليكون فالي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية