والأسوأ من هذا وذاك، أن ينشط - سماسرة - ووسطاء في ظل الأزمة، ليجمع أكبر قدر من المال، من أسر المتضررين من الخطف أو الاعتقال.. ومن بينهم بعض ضعاف النفوس من المحامين ومن يدعون أنهم أئمة مساجد..
والسؤال المطروح الآن:
هل هذا السلوك طارئ ووليد الأزمة، أم أنه كان موجوداً بشكل كامن، أو نشأ وترعرع في ظروف الأزمة.. بما يندرج تحت مسمى« أمراض المجتمع».
نعم إن المجتمع السوري، لا يخلو مثل باقي المجتمعات من بذور كامنة مهجنة، أفرزت عصابات للشر ضمن تخصصات غير القتل والتدمير، فثمة عصابات طفت الآن على السطح من مستنقع راكد في المجتمع،اختصاص بعضها - الاختطاف- وحجز الحرية لقاء فدية واختصاص الآخر الاستيلاء على العقارات واحتلالها- غصباً - بعد تهجير أصحابها أو مغادرتهم لها طوعاً، إلى مكان أو فر أمناً وأماناً..
واختصاص البعض منهم.. السلب و السرقة والاغتصاب وقطع الطرقات.. في استغلال واضح لانشغال الدولة لصد المؤامرات الخارجية ورفض التدخل الأجنبي، والمس بسيادة واستقلالية القرار السوري.. ومن الطبيعي عندما يستهدف صمام الأمان- في أي مجتمع من المجتمعات ، أن تطفو على السطح كل أمراض المجتمع- دفعة واحدة- فاحذروا كل الحذر.. في التعامل مستقبلاً بما تحت صمام الأمان.. فهؤلاء من وجهة نظر البعض، أخطر من العصابات المسلحة..
لأنهم يفتكون ببنية المجتمع ويخلخلون بسلوكهم- غير المنظم- منظومته القيمية والأخلاقية..