تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التمــــرد فــــي صعــــدة يكلــــف كثيــــراً

قاعدة الحدث
الثلاثاء 12-1-2010
ريم صلاح صالح

«إن تجدد هجمات المتمردين في شمالي البلاد يظهر أنه لا نية أو رغبة للمتمردين الحوثيين بتطبيق اتفاق للسلام أبرموه مع صنعاء قبل أكثر من عام،

لذلك فإن الدولة ستضرب هذه العناصر بيد من حديد حتى يستسلموا ويقدموا أنفسهم للعدالة والقضاء» هذا ما قاله الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في 10 آب عام 2009 قبل يوم واحد فقط من الهجوم العسكري الواسع على المتمردين في صعدة.. بينما أكد قائد المتمردين عبد الملك الحوثي «إن هذه هي حربنا الأخيرة... ولن تنتهي إلا بعد سيطرتنا على مساحات شاسعة من ميدي غرباً إلى مأرب شرقاً».‏

ويرى باحثون أن حركة الحوثيين ظهرت في نهاية التسعينيات بقيادة حسين بدر الدين الحوثي الذي استغل ما يسمى تنظيم الشباب المؤمن الذي تأسس سنة 1990 كمنتدى تعليمي تربوي في منطقة صعدة شمال اليمن، والجدير ذكره أن نشاط جماعة الحوثيين ظل لسنوات طويلة ثقافياً وفكرياً إلا أنه وبدءاً من عام 2002 بدأت الحركة تتجه إلى السياسة، وعمدت إلى استهداف القوات اليمنية بعمليات مسلحة ما اضطر الحكومة اليمنية إلى الرد عليها. فشنت الحكومة اليمنية عام 2004 حرباً مفتوحة على المتمردين حشدت لها 30 ألف جندي، واستخدمت فيها الطائرات والسلاح الصاروخي، وأسفرت معاركها الأولى عن مقتل حسين بدر الدين الحوثي. وفي عام 2005 أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عفواً عاماً وشاملاً عن الحوثيين مقابل إلقاء أسلحتهم والنزول من الجبال كما جرى الإفراج عن مئات المعتقلين ودفع تعويضات للمتضررين الذين دمرت بيوتهم بسبب الحرب فكان الاعتقاد السائد لدى الناس أن الأزمة قد انتهت وطويت دون رجعة إلا أن الصراع عاد من جديد ولكن أكثر فظاعة من ذي قبل إذ أسفر عن خسائر قدرت بأكثر من 600 مليون دولار حسب تصريح قائد عسكري يمني.‏

وبحسب مصادر رسمية فإن جماعة الحوثيين خاضت عدة مواجهات مع الحكومة اليمنية منذ اندلاع الأزمة عام 2004، حيث اندلعت المواجهة الأولى في 19 حزيران 2004، أما المواجهة الثانية فقد انطلقت في 19 آذار 2005 بقيادة بدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي واستمرت نحو ثلاثة أسابيع، وفي نهاية عام 2005 اندلعت المواجهات مجدداً بين جماعة الحوثيين بقيادة عبد الملك الحوثي الابن الأصغر لبدر الدين الحوثي والحكومة اليمنية.ويشير خبراء إلى أن أحداث صعدة وهي مستمرة حتى اليوم مرت بمراحل متعددة كان آخرها ما يسمى بالحرب السادسة في آب 2009 التي تعد الأعنف بين المواجهات الخمس السابقة، حيث استخدم فيها الطيران والمدفعية الثقيلة، وأسفرت عن مصرع أكثر من 4000 قتيل من الطرفين ومئات الجرحى ودمار في البنية التحتية للبلاد بالإضافة إلى تشريد نحو 150 ألف مدني.‏

والحوثيون حركة تمرد مسلحة بلغ عدد أفرادها من 1000 إلى 3000 مسلح في سنة 2005 وأصبحت ما بين 2000 إلى 10000 متمرد في 2009 وتركز نشاطها في محافظة صعدة. ويعتبر حسين بدر الدين الحوثي القائد الأول للحركة.‏

وبينما تتهم الحكومة اليمنية الحوثيين بأنهم مجموعة إرهابية تريد الإطاحة بنظام الحكم، كما تتهمهم بزعزعة استقرار البلاد.‏

ويرى محللون أن الحرب السادسة تأتي استجابة لاستغاثة السلطة المحلية في محافظة صعدة بالحكومة اليمنية، بعد أن استولى الحوثيون على المراكز الحكومية، ومقار السلطة المحلية والمدارس، وقيامهم بإجبار المواطنين على دفع الضرائب لهم. هذا فضلاً عن خرق المتمردين لاتفاق السلام الذي رعته قطر ووقع في شباط 2008. وكان استطلاع للرأي أجراه المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية أظهر أن 43% من اليمنيين يرون أن حرب صعدة سببها هو الحوثيون أنفسهم.‏

Reemsaleh81@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية