تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


غزة بين الحصار الإسرائيلي والتخاذل العربي

شؤون سياسية
الثلاثاء 12-1-2010
نبيل فرزات نوفل

منذ عام مضى، شهدت البشرية مجزرة جديدة أضافها الغزاة الصهاينة إلى سجلهم الأسود، المليء بالاجرام والاغتصاب والقتل، حين شنت قواتهم المدججة بأقوى الأسلحة الأمريكية وأحدثها لتصب حممها وحقدها على سكان غزة الأحرار،

بهدف اجتثاث روح المقاومة وارادة المقاومة من قلوبهم وعقولهم ظناً منها أنها قادرة على كسر جذوة النضال وتزيل من دربهم رافعة نضالية مقاومة لمخططاتهم التوسعية لتسهل الدرب لعملائها لاستكمال خارطة طريق الصهاينة في احكام السيطرة على فلسطين والقضاء على شعبها وتشريده ومنع عودته. لكن أهل غزة العزة، صمدوا وقاوموا، ولقنوا الأعداء درساً جديداً، وزادهم البطش والعدوان اصراراً وقوة على التمسك بالأرض والحقوق. بالرغم من الآثار المدمرة التي تركها العدوان من سحقه للبنية التحتية وتهديم المنازل وقتل الأطفال والنساء والشيوخ. ووقتها عقدت الدول العربية قمة طارئة في الدوحة وأصدرت قرارات مهمة، زرعت الأمل في النفوس العربية إلا أنها سرعان ما تبخرت شيئاً فشيئاً ولم ينفذ منها إلا القليل، فالبيوت مازالت مهدمة، والمساعدات لم تصل إلا بصعوبة وعسر شديدين إلى بعض الناس، ووقفت بعض الدول العربية، تضع الشروط إلى جانب العدو الصهيوني لايصال لقمة الخبز وكأس حليب لطفل غزة وجرعة دواء لشيخ جريح، وغير ذلك كثير.‏

وإذا كنا نفهم الدور الذي يقوم به العدو الصهيوني من حصار وقتل وتدمير وتجويع للشعب العربي الفلسطيني في غزة لكونه ينسجم مع طبيعته ونشأته فإننا لا نفهم ولا يمكن أن يستوعب عقل ما يقوم به بعض الأشقاء العرب من حصار مبرمج، فهل هناك عربي، يمكن أن يساهم تحت أي يافطة أو حجة لمنع وصول الغذاء والدواء لأطفال غزة؟!‏

إن موقف معظم الحكومات العربية اليوم مما يحدث في غزة ولا يرقى لعلاقة الأخوة ولا لعلاقة الشقيق بالشقيق ولا يعبر عن رؤية ورغبة الشعب العربي في كل الأقطار العربية، التي لو خيرت وسمح لها لزحفت إلى غزة ولو على بطونها لايصال الدعم وفك الحصار. هذا إذا لم تكسر كل الجدران العنصرية بأرجلها وأيديها.‏

إن الواجب الوطني والقومي يحتم علينا نحن أبناء الأمة حكومات وشعوباً أن نرتقي إلى مستوى الخطر الذي يهدد أهلنا في فلسطين عامة وغزة خاصة، ونتخلص من مواقف رفع العتب إلى الموقف القومي الواضح والجريء الذي يحتم على الحكومات العربية المبادرة إلى:‏

1- قطع كل أشكال التطبيع والتعاون مع العدو الصهيوني العنصري ومعاملة حلفائه والقوى الداعمة له معاملة العدو وبالتالي تهديد مصالحه في المنطقة.‏

2- كسر الحواجز، وفتح المعابر أمام المساعدات العربية والأجنبية وأن تفتح الحدود والقلوب للشعب العربي الفلسطيني ليعبر من أراد تقديم مساعدة لأبناء غزة إليها بسهولة دون الحصول على اذن مسبق من المجرمين الصهاينة.‏

3- استنهاض الحس الجماهيري الشعبي لدعم أبناء غزة مادياً ومعنوياً وسياسياً.‏

4- العودة بقضية فلسطين إلى جوهرها، والصراع إلى حقيقته على أساس أنه صراع قومي وصراع وجود يعني العرب جميعاً وأن قضية فلسطين هي قضية كل العرب وليس الفلسطينيين فحسب.‏

5- استنهاض الهمم والامكانات لتسخيرها خدمة للمقاومة لأنها الطريق الأنجع لعودة الحقوق المغتصبة واللغة الوحيدة التي يفهمها العدو فلن تعود أرض ولا تصان حقوق ولاتخفض مقدسات إلا بالقوة والمنعة، وهذا يتطلب احياء التضامن العربي والتكاتف والتعاضد بين أبناء الأمة، ونبذ الشجارات المصطنعة وخاصة بين أبناء فلسطين بالدرجة الأولى والعودة إلى خيار الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية كخيار استراتيجي لأبناء فلسطين.‏

إن فلسطين تنادينا جميعاً، والأقصى والقدس وغزة وكل ذرة تراب في فلسطين تنادينا، أن ننهض من كبوتنا وغفوتنا وتراخينا ونعود لأصلنا وجذورنا وقيمنا العربية الأصيلة، لنجدة ترابنا ومقدساتنا، والابتعاد عن الأوهام وخاصة أن قوة عدونا سقطت وأضحت وهماً، سقط تحت أرجل المقاومين العرب وأن الامبراطورية التلمودية بدأت تهتز أركانها.‏

على أي حال: إن شعبنا العربي في غزة وفلسطين صامد متماسك قوي مؤمن بمقاومته ويقف خلف القوى المقاومة وقد اختار المقاومة ولن تستطيع كل قوى الارهاب ولا تخاذل البعض الذي صار الدم العربي لديهم ماء أن تمنعهم عن إخوتهم العرب، ولن تستطيع كل الحواجز العنصرية سواء كانت من الاسمنت أم من الفولاذ أن تمنع شرفاء الأمة من الوصول إلى أهلهم وذويهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية