منها ما يستند على عمق ثقافي وروحي وإنساني ومنها ما يصنع وينتج ويعتقد ويبتدع. إلا أن ما يهمنا كجيل عربي وثقافة عربية أن يبدأ الحوار معنا بوعي تام ، فطرق التواصل والحوار لن تستقيم إلا بهذا الوعي الذي يمكن من خلاله تعلم فهمنا قبل أن يطالبنا الآخر بفهمه والتواصل معه .
فنحن على اختلافنا نشكل مجمل الأسباب في ائتلافنا والحوار معنا كعرب يجب أن يبدأ من حيث قدمت الثقافة والحضارة العربية للانسانية. فمراكز الاشعاع والفكر والثقافة في بغداد ودمشق والقاهرة والزيتونة وقرطبة وغرناطة وغيرها .. بالاضافة الى المدارس المنتشرة في بلاد العرب والاسلام، لم تسهم في بعث أوروبا فحسب بل أنارت الفكر في آسيا حتى وصلت إلى الهند والصين خلال حكم قبلاي خان .
أؤكد من جديد على أهمية الوعي في الحوار والتواصل مع الآخر ، لأننا من طول ماألفنا ثقافتنا وحضارتنا انشغلنا بحضارة الآخر وثقافته دون وعي ونسينا أن حضارتنا وثقافتنا صنعت وأنتجت وأفرزت ما أسس العالم عليه في نشأته
وإلى كل المتخوفين يجب أن نذكرهم أن العلم وتكنولوجيا المعلومات ما هي إلا ثورة ولدت بالأمس ، والبشرية عاشت قروناً من غير تكنولوجيا، لكنها لم تعش ساعة واحدة من غير فكر وأدب وثقافة وفن ، فما يمكن أن نتحاور به ونتواصل من خلاله مع الآخر أعمق بكثير مما وُلِدَ بالأمس .