تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حول بنية الصورة الشعرية

ثقافة
الثلاثاء 12-1-2010م
عماد جنيدي

إذا قارنا بنية صورتين شعريتين الأولى من الشعر الموزون المقفى والثانية من شعر التفعيلة الحديث فإننا بهذه المقارنة نصل إلى الفارق النوعي بين الصورة الشعرية الحديثة والصورة الشعرية التقليدية أضرب المثالين التاليين يقول البحتري:

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً‏

من الحسن حتى كاد أن يتكلّما‏

فالصورة في هذا البيت غاية في البساطة ومفادها أن حسن الربيع يكاد ينطق.‏

لنأخذ هذه الصورة من رائعة بدر شاكر السياب أنشودة المطر:‏

عيناك غابتا نخيل ساعة السحر‏

وأترك لخيال القارئ أن يسرح عبر هاتين العينين والغابتين في وقت السحر وهو الحد الفاصل بين نهاية الليل وبدء النهار بما في الغابتين من ألوان وأسرار وجمال وغموض وأصل إلى نتيجة حاسمة وهي أن الصورة الحديثة تحمل البساطة والتكثيف وقوة الخيال الدلالي‏

أما الصورة التقليدية في الغالب فتكون بسيطة تعتمد على المفارقة أو المبالغة وتفتقر إلى العمق الدلالي والفكري وهذا لا يقلل من أهمية وروعة الشعر العربي منذ الجاهلية وشعراء المعلقات وحتى «أبو تمام والمتنبي وأحمد شوقي وبشارة الخوري وبدوي الجبل ونديم محمد»‏

لكنني أرمي إلى الرد على التقليديين وخاصة منهم من يرفض الشعر الحديث جملة وتفصيلاً، فشاعر كبير كأدونيس يعترف بأهمية شعر بدوي الجبل بينما البدوي وهو أيضاً شاعر كبير يرفض الاعتراف بشعر أدونيس والشعر الحديث في جميع صوره وأشكاله.‏

أصل بعد هذا كله إلى الشاعر الكبير محمود درويش الذي رفض الاعتراف بقصيدة النثر وهو وأصحاب هذا التوجه يخالون الموسيقا الخارجية للشعر صنماً مقدساً وأنا أرى بها رغم جمالياتها الهائلة حالة خارجية في معظم الأحيان وأرى في الموسيقا الداخلية لقصيدة النثر جماليات هائلة وخاصة في قصائد أسعد الجبوري وسليم بركات وأنسي الحاج.‏

أخيراً ليس للشعر قانون وشرط الشعر الوحيد هو أن يكون شعراً كما يقول الشاعر حامد حسن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية