تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نوفوستي لماذا قررت الإدارة الأميركية البدء بسحب قواتها من العراق..

دراسات
الخميس 29/12/2005م
ابراهيم زعير

بعد أن انتخب العراقيون نواب البرلمان الجديد في 15 كانون الأول سيقوم البرلمان في حال تم إقرار نتائج الانتخابات الأخيرة, بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

ويرى المراقبون والخبراء الذين استطلعت آراءهم صحيفة RBCdaiy أنه بعد أن يتم تشكيل الإدارة العراقية في آذار 2006 ستبدأ الولايات المتحدة وبريطانيا بسحب قواتهما من العراق ويعتقد بعض الأميركيين أن مغادرة العراق ستؤدي الى حرب أهلية وتجزئة البلاد ومن المعروف أن الانتخابات البرلمانية في العراقي جرت بإشراف الأميركيين وفي ظل إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة, إذ فرض الحظر على سير وسائط النقل في المدن وبين المحافظات العراقية.‏

وأغلقت جميع المطارات ومعابر الحدود وحظر على المواطنين العراقيين حمل الحقائب عندما يسيرون في الطرقات والشوارع, ورغم ذلك فقد حدث انفجار كبير في المنطقة الخضراء التي فيها المباني الحكومية والسفارتان الأميركية والبريطانية وبلغت نسبة الاقبال على الانتخابات حسب المصادر الرسمية أكثر من 80%.‏

وشكلت الانتخابات البرلمانية العراقية أهمية بالغة لأميركا وحيث تخطط بريطانيا للبدء بسحب قواتها من العراق على مراحل بدءا من آذار 2006 بعد إتمام حل مسألة تشكيل البرلمان والحكومة العراقية.‏

وبطبيعة الحال فإن قرار بدء الانسحاب الأميركي البريطاني خلال فترة وجيزة لا يرتبط بالنجاح في بناء الديمقراطية في العراق وإنما يرجح الى تزايد عدد المستائين في الولايات المتحدة من وجود القوات الأميركية والبريطانية غير المجدي في العراق ويقول الخبير الروسي في الشؤون العسكرية ميخائيل خازين: ينبغي أن ينهي الأميركيون الحرب أو يشرحوا للجميع الأسباب التي تستوجب وجودهم هناك, ويرى خازين أن إدارة بوش لا تستطيع تفسير وتعليل أسباب وجود القوات الأميركية في العراق.‏

ويرى أن الانتخابات البرلمانية الأميركية المقبلة هي التي تضطر الأميركيين الى الاسراع في اعلان خطة واضحة للانسحاب من العراق, وكذلك الوضع الصعب الذي تعاني منه القوات الأميركية في هذا البلد البعيد عن واشنطن فالانتخابات الأميركية التي ستجري في خريف العام القادم 2006 والتي من المفترض أن يتم فيها تجديد ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ وثلث أعضاء مجلس النواب الأميركي ستستغل كما يقول الخبير الروسي أو سيحاول الحزب الديمقراطي انتهاز الفرصة لكي يسيطر على الكونغرس مستغلا الوضع الناشىء في العراق, ومن جهته يحاول الرئيس الجمهوري جورج بوش وإدارته السعي لإبطال الحجج التي يقدمها مناوئوه للناخبين والمتعلقة بالشأن العراقي, إذ لا توجد ولا توجد حجج أخرى لدى الحزب الديمقراطي يستخدمها وتكون مقنعة للناخبين أكثر من صعوبات الوضع في العراق لإدارة بوش ولا بد من الإشارة الى وجود أسباب أخرى إضافة الى الأسباب السياسية المتعلقة بالوضع الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية وهي أسباب وبواعث عسكرية فرضت نفسها على إدارة بوش لاتخاذه قرار سحب قواته من العراق, ويقول الخبير الروسي الكسندر خرامتشيخين من معهد التحليل الاستراتيجي والعسكري إن الولايات المتحدة تنوي سحب قواتها من العراق لأن نصف الجيش الأميركي في العراق ومن هنا فإن الولايات المتحدة لا تستطيع خوض الحرب الكاملة في أي مكان آخر, عدا ذلك يؤكد خرامتشيخين أن الجيش الأميركي لم يتأهب لاحتلال العراق لفترة طويلة لأن ذلك وكما بينت الحقائق على الأرض يتطلب مزيدا من الجنود.‏

وحول كيفية مغادرة القوات الأميركية وقوامها 160 ألف جندي والقوات البريطانية 30 ألف جندي فالولايات المتحدة ستعلن أنها أنجزت بناء الديمقراطية في العراق ثم تبدأ بسحب قواتها مع نقل الصلاحيات والمهام الى أجهزة الإدارة وقوات الأمن العراقية, وعلى الأخيرة أن تتصدى للمقاومة العراقية فيما تكتفي الولايات المتحدة بمساندتها بسلاح الجو.‏

وتكمن المهمة الرئيسية للأميركيين بعد سحب قواتهم في تمكين الإدارة العراقية الجديدة من البقاء بعد الرحيل.‏

وقد يتمكنون من إبقائها لبعض الوقت ولكن السؤال هو هل تستطيع قوات الأمن العراقية التي أنشأها الأميركيون الصمود لمدة طويلة? ولا سيما أن هذه القوات ليست على درجة عالية من التدريب والكفاءة, ذلك سينهار النظام العراقي الجديد في أغلب الظن, وفي وقت سريع وإذا ما استمرت التناقضات المتفاقمة بين الجماعات الدينية والأقنية العراقية فإن العراق مرشح لحرب أهلية وتفكك خصوصا أن لكل من المجموعات المتنوعة في العراق أهدافه الخاصة ومراهناته التي ستقود الى الفوضى.‏

المهم أن يبقى العراق موحدا من دون أن ينزلق الى حرب أهلية طاحنة وربما انسحاب القوات الأميركية والبريطانية كقوى احتلال سيساعد على ايجاد لغة مشتركة بين العراقيين لضمان وحدة وسيادة وطنهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية