خدره بالوعود .. وأنعشه بالاحتيال
حوادث الخميس 29/12/2005م لم تبن أحداث هذه القضية على مجرد وعد أو أمل, وكّلنا موعودون بشكل أو بآخر, وآمالنا عريضة, ومن حق كل إنسان أن يحلم بشقة سكنية يأوي إليها بعد كدّ عمل نهار متعب مع أسرته,
فهذا الحلم مشروع ولا غبار عليه وإن كان المرء لا يحصل عليه عادة, إلا بعد عناء ومكابدة وطول أمل.. وربما هذا ماحدا بالسجين علي للوقوع في براثن محتال محترف, كان يعزف على هذا الوتر الحساس في حياة الناس, ليوقع في شباكه- المغفلين- وما أكثرهم في صفوف المجتمع, وأطرف ما في القضية, أن القانون لا يحمي المغفلين, ولطالما توقفت عند العبارة ( ياما في السجن مغفلون) التي كنت أقرؤها - عرضاً- في كل زنزانة أزورها أثناء عملي الصحفي في إجراء بعض التحقيقات الميدانية في السجون, وصرت أضيف عليها بعدما عرفت حكاية السجين علي( وياما في السجن -أيضاً- مغفلين) باختصار شدتني قضية علي الذي قال: إنني أعمل مساعداً فنياً للتخدير والإنعاش في بعض المشافي وأثناء عملي بشعبة غسيل الكلية تعرفت على المدعو أحمد الملقب أبو عامر من أهالي محافظة حمص الذي كان يتردد إلى المشفى لأجل غسيل كليته كونه مصاباً بقصور كلية حيث أوهمني أنه على علاقة جيدة بأحد المتنفذين وهو يود خدمتي بتأمين موافقات رسمية على شقق لي ولأقربائي وأصدقائي مقابل مئتي ألف ليرة لكل موافقة وبعد أسبوع من الاتفاق أحضر إلي المذكور ست موافقات باسمي وباسم زوجتي وباسم أصدقائي وعند مراجعتي المؤسسة العامة للاسكان فوجئت أن الموافقات غيرنظامية وأن المدعو أحمد احتال عليّ بهذا الموضوع وقام الموظف المختص بإخبار فرع الأمن الجنائي بحلب وتم إلقاء القبض عليّ وعلى أصدقائي بجرم احتيال وتزوير أوراق خاصة..?
|