تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من ملفات الحياة زوجة المغدور: قتلته دفاعاً عن النفس وسلمت نفسي للشرطة

حوادث
الخميس 29/12/2005م
ملك خدام

لا يولد العنف إلا

المزيد من العنف , ولا تسأل عن الضحايا!! بمثل ما تنسحب هذه القاعدة على السياسة, تصح أيضاً في المجتمع, ولاسيما في قضايا العنف الواقع على الزوجات. ففي قضية اليوم التي ربما لا تكون الأولى ولا الأخيرة من نوعها, نجد السيدة وئام تعترف بألم بعد أن سلمت نفسها للشرطة. أنها قد قتلت زوجها اضطراراً أمام أعين صغارها, وفي دفاع مستميت عن النفس أو لنقل في صراع دموي بين الأزواج من أجل البقاء, وفي هذه المرة لم يكن البقاء للأقوى, وإنما للأضعف الذي استمد من حلاوة الروح وطغيان غريزة الأمومة قوة مضاعفة جنبته أن يكون ولأولاد ( الضحية التالية).‏‏

تقول لي بعد صمت خجول:‏‏

لا.. أنا لست كما وصفني أهل زوجي متوحشة- مجرمة, قتالة قتلى, أنا بمنتهى البساطة أم أرادت الدفاع عن نفسها وصغارها من زوج طاغية وأب جبار راح يسومنا معا أصناف العذاب والهوان..‏‏

هل تصدقي إذا قلت لك أنه السبب في عطب عيني, وقد فطر كبدي وأنا أراه يلاحق صغيري يوما بالمقص ليقطع له أذنه ويجدع أنفه, وقد بكيت بمرارة وأنا أراه يحلق شعر صغيري على الصفر بالشفرة.. إنه باختصار (وحش ) وكان يتنفس بيننا ولم نكن نعلم متى ينقض على واحد منا..‏‏

وسألتها مستغربة: أهو مجنون أم تراه مريضاً?! فقالت مؤكدة الاثنان معاً, وفوق ذلك هو معربد سكير يلهث وراء حفنة من المال ليشتري ( البطحة) ولو دفع ثمنها شرفاً أودماً..‏‏

وكيف وصل الأمر بينكما إلى حد القتل? وتكلمي من فضلك بالتفاصيل ,تقول: في آخر مرة هو تهجم علي يريد مالاً, ولسوء حظي في ذلك اليوم, لم يكن معي قرش واحد كنت أوفره عادة من خدمتي في البيوت.. لم يصدق , وراح ينهال علي كالمجنون ضرباً ولكماً حتى أدمى وجهي وزاد عن ذلك أن مزق بسوطه جسدي وحتى هذا لم يشف غليله مني, فتناول سكيناً من المطبخ وركض خلفي محاولاً أمام الصغار قتلي...‏‏

ألم تصرخي أو تستغيثي بأحد?‏‏

لايمكن لأحد سماع صرختي أو استغاثتي فبيتنا يبعد عن القرية مسافة طويلة, وليس حولنا سوى المزارع التي عاد أصحابها لبيوتهن ليلاً.. ولأني شعرت بأني وحيدة هربت منه إلى خارج المنزل. ولكنه أدركني وبطحني أرضاً وشرع سكينه يريد ذبحي وعندئذ بدأ بيني وبينه صراع مستميت من أجل البقاء, فإما قاتل أو مقتول, ولما بدأت قواي تخور تحت وطأة جسده القوي الثقيل, وزاغت العيون, طعنته من حلاوة الروح بزجاجة مكسورة التقطتها يدي من بين التراب من تحتي, فتعلقت بها كما يتعلق الغريق بقشة, رغم أنها جرحت أصابعي وغرزتها في عنقه بطعنة واحدة كانت قاتلة, وبعدها فقدت وعيي, ولم أفق من هول الصدمة إلا على بكاء الصغار من حولي, فقررت بعد عودة الوعي الذهاب إلى أقرب مخفر لتسليم نفسي, وفي قسم الشرط ظن العناصر المناوبون فيه أني قد تعرضت لحادث سير, ولم يصدقوني وأنا أعترف لهم بأني قد قتلت للتو زوجي..‏‏

ولما رافقتهم إلى مكان الجثة نظموا بالحادثة ضبطاً, وأحالني رئىس القسم إلى القضاء, وفي محكمة الجنايات اعتبر القضاة الحادثة دفاعاً عن النفس ومنحوني الأسباب المخففة التقديرية فخرجت من السجن, لأجد أهل زوجي قد زوجوا ابنتي القاصر ( 13 عاما) لابن عمها,(شقيق زوجي) الذي راح يسومها بدوره أصناف العذاب والهوان وهو يعيرها بي...‏‏

وتسألني السيدة بقلق واضح:‏‏

أتراها تتحول مع الزمن إلى قاتلة بالاكراه مثلي?! فأشحت بوجهي عنها حتى لا ترى دمعتي....‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية