تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لأسباب لم تعد مجهولة ..!! مؤسسة التجارة الخارجية : لن نتحمل سوء أداء الآخرين

دمشق
اقتصاد
الخميس 29/12/2005م
محمود ديبو

في وقت تستعد فيه المؤسسة العامة للتجارة الخارجية للتحول من مؤسسة تعتمد على العمولات الى مؤسسة تعمل وفق الاسس الاقتصادية

تمشياً مع النهج الجديد للحكومة بتطبيق اقتصاد السوق الاجتماعي لاتزال بعض الجهات العامة التي كانت تلزم المؤسسة بتسويق جزء من انتاجها مصرة على تطبيق هذا الالزام بدون التزام تلك الجهات باي ضمانات تقدمها لمؤسسة التجارة الخارجية.‏

ويأتي هذا الحديث في سياق ما هو مطروح حالياً من عدم التزام المؤسسة العامة للتجارة الخارجية باستجرار نسبة من انتاج الشركة الطبية العربية (تاميكو) والمؤسسة العامة للدم والصناعات الطبية ديماس .‏

وتشير مصادر مؤسسة التجارة الخارجية الى انها لا تزال ملتزمة باستجرار الكميات التي يتم تحديدها من قبل مديريات الصحة والجهات العامة الاخرى وفقاً لاحتياجاتها ويتم ايداعها في مستودعات ومخازن مؤسسة التجارة الخارجية.‏

الا ان ما يجري هو ان تلك الجهات العامة لا تقوم باستجرار كامل طلباتها مباشرة كما ان ما تشتريه يكون بموجب فواتير دين (آجل) من المؤسسة التي لا تزال تتابع وبشكل مستمر مطالبة تلك الجهات بتسديد الديون المترتبة عليها وهنا تجدر الاشارة الى ان ما تتقاضاها المؤسسة من عمولة لقاء ذلك لا يكفي لسد نفقات نقل وتخزين وتوزيع المواد الطبية.‏

بمعنى ان العملية بمجملها تعود بالخسارة على مؤسسة التجارة الخارجية خاصة اذا ما نظرنا الى كميات الادوية المتبقية في مخازنها والتي لم تستجرها الجهات التي طلبتها.‏

وهنا تجدر الاشارة الى وجود ما قيمته 270 مليون ليرة سورية ادوية منتهية الصلاحية في مخازين المؤسسة تعود الى عشر سنوات مضت كانت قد اشترتها المؤسسة من تاميكو لقاء تعهد هذه الاخيرة بالتعويض عن اي كمية تنتهي صلاحيتها لقاء تحمل المؤسسة مسؤولية سوء التخزين وبالنسبة لهذه الكمية فقد صدر تقرير تفتيشي تحملت بموجبه مؤسسة التجارة 200 مليون ليرة مقابل تحمل تاميكو حوالي 60 مليون ليرة الا ان مؤسسة التجارة اعترضت على هذا التقرير مستندة في ذلك على ما لديها من وثائق.‏

وفي هذا السياق اكدت الصيدلانية سمر عرفات معاونة مديرالتخزين والحركة في مؤسسة التجارة ان المؤسسة استجرت خلال هذا العام الادوية والسيرومات من تاميكو حتى ان نسبة الاستجرار من بعض الانواع تجاوزت الكمية المطلوبة فمثلاً السيرومات تم استجرار 139% عن الخطة وسوبريم 243% وغلوستات 120,66% وغير ذلك في حين انخفضت هذه النسبة في بعض الانواع رغم الطلب العالي عليها من قبل كافة الجهات العامة مثلاً سيتامول اقراص الذي بلغت نسبة تنفيذ الخطة المقررة فيه 35% لعدم توفر الكميات المطلوبة لدى تاميكو.‏

وكذلك تضيف الصيدلانية عرفات فان وزارة الصحة نفسها لم تلتزم باستجرار كامل الكمية التي كانت قد طلبتها من دواء (كلوروكئين) وهو محصور بيعه لوزارة الصحة تحديداً ولا يمكن بيعه لاي جهة اخرى غيرها الامر الذي ادى الى انتهاء صلاحية الدواء وبالتالي شكل خسارة للمؤسسة فمن يتحمل هذه الخسارة.‏

وبالنسبة لاجهزة نقل السيروم فقد كانت الخطة لهذا العام شراء مليون ونصف جهاز تم استجرار 650 الف وبعد توزيعها تبين انها غير صالحة للاستخدام لان السيروم يتسرب منها حيث وردت شكاوى من الجهات التي استعملت تلك الاجهزة في وقت اصرت فيه تاميكو على صلاحيتها وان الامر يتعلق بسوء الاستخدام ولذلك وبسبب امتناع مديريات الصحة عن استجرار الكميات فقد امتنعت المؤسسة عن استجرار كامل الخطة لانها ستتكدس في المخازن وتشكل خسارة جديدة للمؤسسة.‏

من جهة ثانية فان تاميكو خالفت العقد المبرم مع (فارمكس) سابقاً عندما تعاقدت مع وكلاء الى جانب عقدها مع المؤسسة كما ان بعض مديريات الصحة تقوم باستجرار الادوية مباشرة من تاميكو دون العودة الى مراكز مؤسسة التجارة.‏

من جانبه الدكتور مروان الفواز مدير عام مؤسسة التجارة الخارجية اكد للثورة ان المؤسسة مستعدة لتسويق كامل الانتاج لكن برسم الامانة مع التعهد بتحمل كامل النتائج التي قد تنجم عن سوء التخزين لكننا لسنا مستعدين لنغطي خسائر الاخرين وان هذه الآلية لم تعد مناسبة لما هو مطلوب في اطار اقتصاد السوق وظروف المنافسة القادمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية