|
اختتام اجتماع قيادات فروع الجبهة..والشرع يقدم عرضاً سياسياً: نسعى لتوقيع بروتوكول تعاون مع لجنة التحقيق الدولية..ما يحاك ضد لبنان هو ضد سورية دمشق برئاسة الدكتور سليمان قداح نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية وحضور السيد محمد سعيد بخيتان الامين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي واعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية وعدد من اعضاء القيادة القطرية للحزب.
وبدأت اعمال اليوم الأخير للاجتماع بعرض سياسي قدمه السيد فاروق الشرع وزير الخارجية حيث أكد امام الاجتماع ان الشرق الاوسط يدفع اكثر من غيره ثمن المرحلة الانتقالية التي يشهدها العالم منذ سقوط المعسكر الاشتراكي وفي ظل غياب وفاق دولي وهيمنة القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الاميركية التي تريد رسم نظام عالمي جديد. وقال السيد الشرع نحن امام نظام عالمي جديد رغم علمنا انه لا يوجد نظام في العالم حتى نقول انه نظام جديد او قديم أو لا نظام, فالنظام الجديد يجب ان يحظى بوفاق دولي ويجب ان يلقى تعاوناً دولياً وينطلق من ميثاق الأمم المتحدة من مبادئ الميثاق واهدافه وما نراه تجاوز على الميثاق وتطاول على السيادة الوطنية لكثير من دول العالم. مضيفاً ان العالم يمر بمرحلة انتقالية ابتداء من تفكك المعسكر الاشتراكي ولم تتبلور حتى الآن وقد استغلت الادارة الاميركية هذا الوضع كقطب أوحد في العالم وأرادت ان ترسم نظاماً دولياً جديداً فلم تنجح في ذلك حيث فشلت في العراق وفي تسوية الصراع العربي الاسرائيلي وفي رأب الصدع بينها وبين اوروبا وفشلت في أن توافق على الكثير من المعاهدات الدولية التي اجمع الكثير من دول العالم عليها كالتي تتعلق بالبيئة او المحكمة الجنائية وغيرهما. وقال السيد الشرع ندفع الثمن في الشرق الأوسط لأنهم يريدون كل شيء لهم يريدون احتكار النفط الذي تشكل المنطقة مصدراً اساسياً له يريدون احتكار الممرات التي يسلكها هذا النفط الى المصانع الغربية وتسويق هذا النفط وتقييم حجمه واسعاره. وشدد السيد وزير الخارجية على ضرورة ايجاد شيء توافقي في خطابنا السياسي بحيث لا نغيب الحقائق ولا نزين الامور كما يجب علينا التدقيق وبطريقة علمية لكي نكتشف من هم اقرب الناس الينا خاصة في الظروف الصعبة والمحن التي تمر بها المنطقة ومن هذا المبدأ يجب على الدبلوماسية ان لا تهدأ او تيأس او أن تطلق احكاماً قطعية على الامور بل يجب ان نجد باستمرار ضوء اً ما في نهاية النفق وهو ما نفعله وهذه الدبلوماسية التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد مكنت سورية من الصمود رغم الظروف وما نتج عنها من تبعات دون ان تتخلى سورية عن أي من ثوابتها القومية والوطنية وقد مارست اكثر درجات المرونة ولكنها لم تتخل ولو بدرجة صغيرة عن أي من ثوابتها. ولفت السيد الشرع الى خشية البعض من النجاح الذي تحققه سورية في وقت هم يفشلون فأميركا تفشل في العراق واسرائيل لا تنجح في فلسطين خاصة وأن الشرق الاوسط هو حلم اكثر مما هو واقع مؤكداً انهم لن يستطيعوا هزم سورية رغم صغرها حجماً واقتصاداً بفضل صمود شعبها وقيادتها ورئيسها بل هم يخشون ان يكون هذا الانتصار موضع حديث في الوطن العربي. ندعم الوفاق الوطني اللبناني وفيما يخص الوضع اللبناني والعلاقة السورية اللبنانية قال السيد وزير الخارجية خرجت سورية من لبنان جيشاً وأمناً وكل ما يجري في لبنان تتحمل الحكومة اللبنانية واجهزة الأمن الجديدة مسؤوليته كاملاً ومع ذلك يحملون سورية المسؤولية, مشيراً الى الترحيب السوري بتشكيل الحكومة اللبنانية وإلى استقبال السيد الرئيس رئيس الحكومة فواد السنيورة كذلك مباحثات السيد رئيس الوزراء فيما يتعلق بجميع الامور الحياتية التي تجمع بين البلدين ولا تفرق بينهما. وقال السيد الشرع لقد التقيت السنيورة في برشلونة وتبين أنهم يريدون ترسيم الحدود وفتح سفارة وقلنا لهم نحن جاهزون ولكن هل يمكن ان تفتح سفارة وترسم حدود دون ان يكون مناخاً في العلاقات سليماً واخوياً بيننا. واضاف السيد الشرع بالرغم من عدم وجود سورية في لبنان لكنها موجودة في تاريخها وجغرافيتها وتراثها الثقافي والامتداد البشري بين البلدين وهم يعتقدون ان القرار 1559 يفصل سورية عن لبنان أو هكذا يريدون . وأكد السيد وزير الخارجية انه لا يوجد تعارض في المصالح السورية اللبنانية وكل كاتب لبناني يحاول ان يكتب أو يحلل بان هناك تناقضاً في المصالح المشتركة فهو ليس لبنانياً لذلك لا نستطيع إلا أن نعمل ما نستطيع لإعادة اللحمة الى العلاقات مشيراً الى ان البعض لا يمكن ان يتصور عودة العلاقة مع سورية تعني عودة علاقة جديدة والشعب اللبناني في غالبيته الساحقة يريد علاقة جيدة جداً مع سورية وهذه العلاقات ليست مرتبطة لا بالوجود العسكري ولا الأمني لأن التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة أقوى من كل ذلك, مشدداً على ان سورية تدعم الوفاق الوطني بين اللبنانيين وهو ما سعت إليه منذ دخولها الى لبنان حيث تم التوصل الى اتفاق الطائف وبناء الجيش اللبناني القوي. وقال الشرع إن ما يحاك ضد لبنان هو ضد سورية. حريصون على الوحدة الوطنية الفلسطينية وبالنسبة لفلسطين قال السيد الشرع: إن القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لسورية ونحن نساعد في اي جهد يؤدي الى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وفعلنا ذلك من خلال مساهمتنا في السنتين الماضيتين وحدثت اجتماعات القاهرة وكانت النتيجة الاتفاق على التهدئة ولكن اسرائيل لا تريد التهدئة وتريد من الفلسطينيين ان يوافقوا على التهدئة من جانب واحد. ندعم العملية السياسية في العراق وفيما يخص العراق اكد السيد وزير الخارجية اننا ندعم العملية السياسية في العراق ودعم العملية السياسية يحتاج الى المناخ الامني في العراق إلا أن هناك طرفاً مهماً في العراق يقول ان الانتخابات فيها شيء من التزوير والجواب لدى الاميركيين لأنهم يشرفون على الوضع الامني والسياسي في العراق. وفيما يخص تهجم بعض المسؤولين العراقيين على سورية قال السيد الشرع المعارضة العراقية عاشت بيننا اكثر من عقدين وبعضهم قلب ظهر المحبة لسورية وذلك بطلب من الآخرين ونحن نعرف من يطلب من العراقي او اللبناني ذلك ويجب ان نتسامح ولكن ليس لحدود يعتقدون اننا لا نعرف. مشروع الشرق الأوسط وهم وعن المخطط الاميركي في المنطقة قال السيد الشرع يريدون شرق اوسط كبيراً من المغرب حتى افغانستان ولكن هذا وهم أكثر منه حقيقة فكيف لهم ان يجمعوا كل هذه الشعوب بعد ان تفتت على اسس عرقية وطائفية وهم يسعون للتفتيت او يضعون هذه الشعوب في مناخات تؤدي الى التفتيت والتمزق مشيراً الى ان المشروع الذي يعتبر العراق قاعدته هو مشروع اسرائيلي وليس اميركي ومن اوصل الاميركيين الى هذه الاخطاء القاتلة في العراق هم الاسرائيليون حتى لو أنكر ذلك الاسرائيليون في تل ابيب وفي اميركا لأن اميركا تدفع من ميزانيتها الاتحادية لتنفق على العراق في حين ان العراق من أغنى البلدان العربية, كما انهم يحاولون ايجاد سايكس بيكو جديد ولكنهم لن يفلحوا. مستعدون للتعاون لأقصى الحدود مع لجنة التحقيق وفيما يخص تعاون سورية مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري قال السيد الشرع نريد تعاوناً غير مشروط بين سورية واللجنة الدولية وذلك لا يعني وضع شروط ونريد التوصل مع رئيس اللجنة الجديد الى بروتوكول تعاون لتعريف ما هو التعاون وما هو سقف التعاون وكيف يمكن ان يقال إن سورية تعاونت تعاوناً كاملاً غير مشروط مع اللجنة الدولية, منوهاً الى ان اللجنة الجديدة ليس لها مصلحة في الا توقع اتفاقا او مذكرة تفاهم تتوضح فيها حقوق وواجبات كل طرف وسنقوم بذلك قريباً. وفي هذا الاطار قال السيد الشرع ان اللجنة الدولية في تقريريها لم تستطع ان تقدم دليلاً قاطعاً باتهام سورية وكبار الخبراء الدوليين والحقوقيين يعلمون هذه الحقيقة مضيفاً لن ننتقد رئىس اللجنة الجديد إلا إذا بادر الى ذلك ونأمل الا يبادر ونحن سنتعاون معه الى اقصى الحدود مؤكداً ان مرحلة الطغيان على العقل العربي لاتهام سورية انتهت ولن تتكرر حيث يجري العمل على تفكيك الضغوط والالغام التي تزرع في طريقنا. نعمل لعلاقات استراتيجية مع فرنسا وحول التوقع بأن يكون عام 2006 عاماً حافلاً بالتعاون الاقتصادي السوري الفرنسي اكد السيد الشرع ان سورية تعمل على ذلك واذا حصل اي تقصير فلن يكون من جانبنا فنحن نريد علاقات جيدة واستراتيجية مع فرنسا ولكن هناك من يقف في وجهها وبالنسبة لمبادرة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قال السيد الشرع ان موسى اقلقه ما يجري بين سورية ولبنان ولكنهم لم يتحملوا تدخلاً عربياً لأنهم يريدون اخذ الايعازات من الخارج, مؤكداً ان السيد موسى كان صادق النيه وكان وما زال جاداً للبحث عن افضل السبل والآليات لتصحيح العلاقة بين سورية ولبنان. وقال السيد الشرع ان الوحدة الوطنية في سورية هي اساس قوتنا وهي التي تجعل من الجبهة الوطنية التقدمية اطاراً للعمل السياسي يجمع كل ابناء الوطن مشيراً الى ان خطاب السيد الرئيس بشار الأسد على مدرج جامعة دمشق عزز الأمل لدى ابناء الشعب وكان مؤشراً إيجابياً ومهماً أبعد عن طريقنا الاحباط والشعور بالانكسار ووضع الامور في نصابها الصحيح. بعد ذلك تابع المجتمعون اعمال دورتهم الخامسة وقد تركزت مداخلات المشاركين على ضرورة تطوير وتفعيل آلية عمل فروع الجبهة الوطنية في المحافظات وتعزيز دورها وتوفير الدعم المادي والمعنوي لها والاهتمام بأنشطتها وفعالياتها وابراز دورها في تعزيز الوحدة الوطنية وعلى ضرورة مكافحة الفساد والهدر وترشيد الاستهلاك والقضاء على الروتين والبيروقراطية وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين واكدت المداخلات اهمية الموضوعات التي تناولها الاجتماع في وضع مسيرة العمل الجبهوي الى الامام ودعم تجربة التعددية السياسية من خلال الرؤى والأفكار التي تم تبادلها والاقتراحات التي قدمت منوهين الى ان الجبهة الوطنية اثبتت قدرتها على مواجهة التحديات التي تتعرض لها سورية من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وتحصين مواقفها الوطنية والقومية. وأكد الدكتور سليمان قداح ضرورة ترسيخ مفهوم العمل الجبهوي وتعميق دوره في الوحدة الوطنية وتعزيز بناء جبهة داخلية متراصة ومتينة كون ذلك ضرورة وطنية وقومية وذلك من خلال تكريس المشاركة الفعلية لجميع احزاب الجبهة في الحياة السياسية والعمل على تطوير دورها السياسي في التواصل مع الجماهير ومواقع العمل في مختلف القطاعات مشدداً على ضرورة ترسيخ مبدأ المواطنة وتكافؤ الفرص واعتماد مبدأ التشاركية في مختلف مواقع العمل لبناء الوطن والاسهام في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد من خلال استثمار جميع الامكانيات والطاقات والخبرات والموارد المحلية مشيراً الى اهمية التواصل واللقاءات بين القيادات السياسية والجماهير والعمل على تجسيد تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة التهديدات والضغوط التي تتعرض لها سورية.
|