أريد نصف مليون ليرة فوراً.. معك، ولاّ ما معك؟!!
قلت بيني وبين نفسي: أكيد عنده مريض يحتاج لعمل جراحي على وجه السرعة..
فسألته: إن شاء الله ما عندك حدا مريض؟
فقال: لا.. لا، أبداً..
القصة وما فيها أن زوجتي تريد تغيير البرادي وألوان أقمشة أطقم الكنب ولون دهان البيت..
قلت له: أبو الريش.. فرش بيتكم جديد.. لماذا تريد زوجتك تغييره؟!
وأنت.. (ليش) صاير مطيع كتير.. وكأنك (أبو جندل)؟!
قال: اسمع ماذا حدث، واحكم بنفسك..
رجعت من الشغل لقيتها راجعة من صالون التجميل، ومغيرة لون شعرها إلى اللون البرغندي (بين الأحمر والبيتنجاني)..
والمناكير إلى اللون الخوخي.. وأحمر الشفايف إلى السومو (بين البيج والزهري)..
فقلت لها: ليش ما بتخليكِ على الألوان يلّي بحبها..؟!
بتعرفيني بحب لون الشعر الأحمر والمنكير الفوشيا ولون الشفايف النبيذي؟!
ردت عليّ وقالت ببرودة أعصاب وبثقة، وكأنها الجنرال الفيتنامي (جياب): جهز حالك بعد الغدا ننزل عالسوق..
لازم أشتري فستانين وبلوزتين مناسبين للون الشعر.. وكندرة و(شنطة) مناسبتين للون المناكير..!!
قلت لها: أنا وفيٌّ للذكريات وعلاقتي مع لون البيت وألوان الأثاث والبرادي علاقة عاطفية وجدانية قوية.. وإذا غيرتها سيصيبني اكتئاب.. لهيك ما بحب التغيير.
فقالت لي: والله يا حبيبي أنت شكلك بتكره الحكومة، وما بتحبها وما بتحب تقتدي فيها.. أما أنا فبحبها للحكومة، بحبها، وبحب قلدها وأقتدي فيها..!!
أنا مثلها وفيّة للأساسيات.. لهيك ما قلتلك لازم نغيّر البيت لأن البيت أساسي بحياتنا مثل ما الراتب أساسي بحياة الحكومة وما بتحب تغيره..!!
أما الأمور (الثانوية) مثل الألوان.. فأنا بحب كل يوم شوفها عم تتغير مثلما الحكومة بتحب تشوف سعر الدولار كل يوم عم يتغير، وطالع نازل!!
وإذا ما بدك (تغيّرلي) الألوان راح أحكي أنك ما بتحب الحكومة!!
قلت له بصوت متحشرج: أخي أبو الريش إذا ما بتكفيك نصف مليون.. رقبتي سدّادة.. لعيونك.