وقال الجعفري في كلمة خلال اجتماع الفريق العامل المفتوح العضوية المعني بالتطورات في ميدان المعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية في سياق الأمن الدولي، المناقشة العامة: إن هذه الدول التي تطور قدراتها للاستخدام الهدام للفضاء الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تظن أنها في منأى عن تعرضها لهجمات سيبرانية، إلا أن الواقع هو غير ذلك ولهذا نؤكد على ضرورة النجاح في مداولاتنا الرامية إلى التوافق على نص قانوني ملزم للدول الأعضاء كافة في هذا المجال.
وأضاف الجعفري: تتزايد التحديات التي تعصف بعالمنا ازديادا مستمرا سواء تلك التقليدية وفي مقدمتها تطوير وتحديث الترسانات النووية والتهديد باستخدامها علاوة على انتشار الإرهاب وتبنيه كسلاح سياسي من قبل حكومات دول أعضاء، أو تلك التهديدات والتحديات المتعلقة بالأمن الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي تستخدمه بعض الدول بهدف تقويض استقرار دول بعينها وللتدخل في شؤونها الداخلية.
وتابع الجعفري بالقول: ولعل ما حدث في سورية هو أكبر دليل على السلوك الهدام الذي اتبعته ومازالت تتبعه حكومات بعض الدول الإقليمية والغربية من خلال احتضانها قنوات فضائية تبث فتوى التكفير وتدعو إلى القتل والتدمير وتحض على الإرهاب بما ينتهك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وبين الجعفري أن الفضاء الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تساهم في تطوير المجتمعات ولكنها في الوقت ذاته تمثل تهديدا حقيقيا للأمن والسلم الدوليين عند استخدامها بالشكل الهدام.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الأسوأ من ذلك هو السماح بوجود مواقع على شبكة الانترنت لتنظيمات إرهابية مدرجة كمنظمات إرهابية في مجلس الأمن كـ «داعش» و»جبهة النصرة» والقاعدة إضافة إلى تنظيمات إرهابية أخرى تتبع لها بما في ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي وإتاحة الفرصة لمنظمين باسم هذه التنظيمات الإرهابية لمخاطبة الرأي العام وأن إتاحة تلك المنصات للتنظيمات الإرهابية هي بحد ذاتها الاستخدام الهدام للفضاء الإلكتروني.
وتابع الجعفري: تؤمن بلادي بالعمل الجاد المتعدد الأطراف ولهذا كنا من بين الدول المتبنية للقرار 27/73 الذي أنشأ فريق عملنا هذا، والذي يعد الخطوة الصحيحة تجاه موضوع ذي أهمية قصوى لما له من آثار إيجابية وسلبية على التنمية والازدهار والأمن والسلم الدوليين بحيث تشارك وتساهم كل الدول الأعضاء في أعمال الموضوع قيد النظر.
وقال الجعفري: تؤكد سورية على اضطلاع فريقنا العامل هذا بولايته بحيث يعمل على تطوير قواعد ومعايير ومبادئ دولية للسلوك المسؤول للدول، ما سيمكننا من التوصل في أسرع وقت ممكن إلى صك دولي ملزم قانونا في هذا الإطار والأخذ بعين الاعتبار التطورات السريعة والمستمرة في الفضاء الإلكتروني وفي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ودعا الجعفري في هذا الشأن إلى إيجاد هيئة دائمة أو آلية مؤسساتية تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة وتشارك فيها الدول الأعضاء كافة تنظر باستمرار في كل المواضيع ذات الصلة بما في ذلك التطورات الجديدة في مجال المعلومات والاتصالات والتهديدات الناشئة وحل النزاعات سلميا والتعاون الدولي والمساعدة وتيسير نقل التكنولوجيا للدول.
وختم الجعفري بالقول: إن سورية كغيرها من الدول تتطلع للحصول على تقرير الفريق العامل قبل نهاية العام الجاري وذلك بهدف إتاحة المجال للدول لدراسته وتقديم آرائها ومقترحاتها بشأنه في الاجتماع الثاني للفريق العامل.
من جهة اخرى وفي سياق الممارسات القمعية الترهيبية اليومية لميليشيا «قسد» الانفصالية بدعم مباشر من قوات الاحتلال الأميركية بحق المدنيين في مناطق انتشارها في الجزيرة السورية، ذكرت مصادر أهلية أن دوريات تابعة لميليشيات «قسد» مدعومة بطيران «التحالف الدولي» أقدمت على مداهمة بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي واختطاف عدد من المدنيين قبل أن تدمر 4 منازل في البلدة.
ولفتت المصادر إلى أن مروحيات الاحتلال الأميركي نفذت من جهتها خلال الساعات الماضية إنزالا جويا في قرية العزبة بريف دير الزور الشمالي واختطفت عددا من سكان القرية.
وفي الريف الجنوبي للحسكة بينت مصادر محلية أن مروحيات الاحتلال الأميركي نفذت إنزالا جويا جانب بحيرة سد الباسل باتجاه الشرق وصولا إلى وادي الرمل وآخر في قرية الحداجة وسط حالة خوف وذعر بين الأهالي نتيجة إطلاق النار الكثيف ومحاولة إرهاب المدنيين وإجبارهم على ترك أعمالهم وإخلاء مناطق وجودهم وإلزامهم البقاء في بيوتهم، مشيرة إلى أن الإنزال أسفر عن مقتل شخصين لم يتم التعرف عليهما من قبل السكان المحليين لصعوبة الوصول إليهما.
وتتذرع ميليشيا «قسد» والقوات الأميركية المحتلة بحجج واهية لتبرر الإنزالات الجوية والمداهمات التي تنفذها في ريف المحافظة مثل البحث عن خلايا نائمة من تنظيم «داعش» الإرهابي وغير ذلك لضمان استمرار عدوانها على المنطقة وإطالة أمد الأزمة في سورية.
وفي قرية السبع وأربعين جنوب الحسكة أكدت مصادر أهلية أن مظاهرات نظمها الأهالي احتجاجا على ممارسات ميليشيا «قسد» بعد إقدام الأخيرة على إزالة سوق بيع مواش في المنطقة بذريعة قربها من أحد الحواجز التابعة للميليشيا، مشيرة إلى أن الأهالي قطعوا طريق الخرافي الواصل بين محافظتي الحسكة ودير الزور عند جسر قرية السبع وأربعين ورددوا هتافات تندد بممارسات واعتداءات الميليشيا المدعومة أميركيا مطالبين بطرد عناصرها من المنطقة.
وأقدمت عناصر من ميليشيا «قسد» أمس الأول على اختطاف ياسر السالم عضو اللجنة الفنية لرياضة بناء الأجسام وألعاب القوة في اتحاد رياضة الحسكة ومدرسين اثنين بعد اقتحام منازلهم في مدينة الحسكة وذلك في إطار الاعتداءات اليومية التي تقدم عليها هذه الميليشيا ضد المدنيين في المناطق التي تنتشر فيها في الجزيرة السورية.