المزعومة قد ادخل النظام التركي في متاهة لم يعد يعرف السبيل للخروج منها عقب توسع دائرة الخلافات التي يسوقها الطرفان الاميركي والتركي بخصوص هذه المنطقة المزعومة، الا ان الوقائع على الارض تؤكد يقين الطرفين بعجزهم عن تحقيق هذا الحلم عقب النجاحات التي سطرها الجيش العربي السوري في ادلب خصوصاً وفي كافة المناطق السورية عموماً والتي احبطت مخططاتهما الاستعمارية وقلبت على رأسي ارهابهما طاولة الميدان.
ففي اشارة الى عجز النظام التركي عن اقامة «المنطقة الآمنة» المزعومة وفي سياق الترويج للخلاف مع حليفه الاميركي بهذا الخصوص، زعم وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو، أن واشنطن تحاول تعطيل تنفيذ اتفاق لإنشاء «منطقة آمنة» مزعومة في شمال سورية، ولم تتخذ سوى إجراءات شكلية بخصوص ذلك، مشيراً الى أن نهج الولايات المتحدة بخصوص تنفيذ اتفاق «المنطقة الآمنة» المزعومة لم يكن مرضيا.
وتبجح اوغلو بالقول إن تركيا لديها خطة جاهزة، وبمقدورها تطهير تلك المناطق، زاعماً أنه في حال لم تحصل تركيا على نتائج من التعاون مع واشنطن، فإن قواته العدوانية ستدخل الجزيرة السورية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تلتزم بتعهداتها وفي مقدمتها ما اسماها خارطة طريق منبج.
هذه الوقائع التي تكشف ارتفاع منسوب التأزم التركي والاميركي بخصوص سراب تحصيل «المنطقة الآمنة» المزعومة جاءت مع استمرار الممارسات القمعية لتحالف واشنطن واداتها الارهابية «قسد» بحق اهالي الجزيرة السورية في مناطق انتشارها هناك، حيث ذكرت مصادر محلية أن دوريات تابعة لميليشيا «قسد» مدعومة بطيران تحالف واشنطن المزعوم أقدمت على مداهمة بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي واختطفت عددا من المدنيين قبل أن تدمر 4 منازل في البلدة.
ولفتت المصادر إلى أن مروحيات الاحتلال الأميركي نفذت إنزالا جويا في قرية العزبة بريف دير الزور الشمالي واختطفت عددا من سكان القرية.
وفي الريف الجنوبي للحسكة بينت المصادر أن مروحيات العدوان الأميركي نفذت إنزالا جويا جانب بحيرة سد الباسل باتجاه الشرق وصولا إلى وادي الرمل وآخر في قرية الحداجة وسط حالة خوف وذعر بين الأهالي نتيجة إطلاق النار الكثيف ومحاولة إرهاب المدنيين وإجبارهم على ترك أعمالهم وإخلاء مناطق وجودهم وإلزامهم البقاء في بيوتهم مشيرة إلى أن الإنزال أسفر عن استشهاد شخصين لم يتم التعرف عليهما من قبل السكان المحليين لصعوبة الوصول إليهما.
بين الوهم الاميركي التركي بخصوص اقامة وهم «منطقة آمنة» مزعومة والجرائم الكيدية التي ينفذها تحالف واشنطن المزعوم بالتعاون مع اداته الارهابية «قسد» والتي يستهدف من خلالها المدنيين العزل تحدثت مصادر اعلامية عن بدء الجيش العربي السوري التحضير للمرحلة المقبلة من المعارك في ادلب مع انتهاء سريان وقف اطلاق النار الذي أعلن عنه الجيش العربي السوري من طرف واحد.
واشارت المصادر الى استعدادات من قبل الجيش العربي السوري وخطط لاستكمال التقدم على محاور جديدة بعد إنجاز تحرير كافة مناطق الريف الجنوبي لإدلب.
محللون رأوا أن هذه المرحلة ستكون مرحلة معارك حساسة جدا، لأنها ستكون في عمق المناطق المحاذية لمدينة إدلب آخر معاقل المجموعات والفصائل الارهابية المسلحة في ادلب، وهي عملية دون أدنى شك سوف تهدف إلى إطباق الحصار على المدينة، كخطوة استراتيجية لتحرير المدينة.
واشار المحللون الى ان وقف اطلاق النار من قبل الجيش العربي السوري كان فرصة اخيرة للنظام التركي لتنفيذ التزاماته مع روسيا واهمها انسحاب ارهابيي «جبهة النصرة» وفتح الطرق الدولية.
ولفت المحللون الى ان أنقرة حتى اللحظة فشلت في كل ما ادعت التزامها به، ونوه المحللون الى ان «النصرة» الارهابية بقيت تحتل الطريقين الدوليين حلب - دمشق، وحلب - اللاذقية، ما يعني أن المواجهة العسكرية حتمية في الشمال وربما خلال الأيام القليلة المقبلة.
في وقت تستمر فيه الخلافات بين متزعمي «جبهة النصرة» الارهابية التي تتسبب بانشقاق العديد منهم، حيث ظهرت هذه الخلافات بوضوح منذ أن تمكن الجيش العربي السوري من استعادة ريف حماة الشمالي والعديد من المناطق الاستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي، حيث اشارت مصادر تتبع للتنظيمات الارهابية أن «جبهة النصرة» الارهابية تعيش انقساماً داخلياً كبيراً، و نقلت عن أحد متزعميها الارهابيين أن النجاحات التي حققها الجيش العربي السوري في إدلب، زادت الخلافات داخل «النصرة» لدرجة كبيرة، إضافة الى عداء بعض الفصائل الارهابية لـ»النصرة».