وكانت البداية من مؤتمر القطن التاسع والثلاثين الذي عقد في محافظة حلب منتصف شهر آذار من العام الحالي بعد أن توقف بداية العدوان الذي تعرضت له البلاد من قبل الإرهاب العالمي وداعميه، والذي من خلاله وضعت النقاط على الحروف لإقامة مهرجان القطن السابع والخمسين بداية شهر تشرين الأول القادم بعد توقف دام 8 سنوات، حيث أقيم المهرجان في دورته السادسة والخمسين في الشهر العاشر من عام 2011.
مدير مكتب القطن المهندس وضاح القاضي وفي حديثه الخاص لصحيفة الثورة أشار إلى أن إعادة تفعيل إقامة المهرجان تهدف إلى تحفيز وتنشيط الفلاحين لزراعة هذا المحصول من أجل أن يأخذ مكانته ضمن المحاصيل الاستراتيجية الوطنية من خلال تأمين المادة الخام للمحالج العاملة ولمعامل الغزل والنسيج وشركات الزيوت، لافتاً إلى حرص وزارة الزراعة ومحافظة حلب على إنجاح فعاليات المهرجان وإعادة الألق إليه كونه يمثل هوية حلب الاقتصادية والثقافية والفنية.
وأضاف أنه تم تشكيل سبع لجان لمتابعة أمور المهرجان، حيث باشرت أعمالها التحضيرية، لافتاً إلى أن موكب العربات ستكون فيه مشاركات واسعة للعديد من الجهات العامة والهيئات الاقتصادية إلى جانب مشاركة المنظمات الشعبية، كما سيتضمن المهرجان تكريم الفائزين الأوائل بزراعة القطن من القطاعين التعاوني الزراعي والمزارعين الأفراد، إضافة إلى إقامة ماراثون لذوي الاحتياجات الخاصة ومعارض لذاكرة المهرجان والأزياء والمنتجات القطنية ولأنشطة مراكز بحوث القطن.
وفيما يتعلق بحالة محصول القطن لموسم 2019 أوضح القاضي أنه تم تنفيذ نسبة 45% من المخطط لزراعة القطن والمقدرة بزراعة 73680 هكتاراً نفذ منها 33285 هكتاراً، مشيراً إلى أنه من خلال متابعة ورصد مراحل النمو لمحصول القطن تبين أن الحالة للنبات جيدة بشكل عام من حيث النمو الخضري وتكوين الأجزاء الثمرية.
وفيما يخص التفاوت في مراحل نمو النبات من حقل لآخر كشف أن ذلك مرده إلى الاختلاف في موعد الزراعة، حيث تم تصنيف الحقول وحالتها وفق ثلاثة أصناف (حقول مبكرة - حقول متأخرة - حقول متأخرة جداً) لافتاً إلى أن هذا التفاوت أيضاً يعود لعدة أسباب وفي مقدمتها التخريب الذي تعرضت له شبكات الري في بعض المناطق، إضافة إلى تخريب وتعطيل معظم الآبار وتعرضها للسرقة من قبل المجموعات الإرهابية في المناطق الساخنة، والتأخير في تأمين المحروقات اللازمة للزراعة وارتفاع أسعارها وقلة كمياتها، إلى جانب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وعدم تأمين التمويل اللازم لمزارعي القطن، إضافة إلى أسباب أخرى.
وأضاف القاضي أنه في هذا الموسم تم إطلاق توزيع الأعداء الحيوية على المزارعين في المحافظات المنتجة للقطن مجاناً وذلك بهدف حماية محصول القطن ووقايته من الإصابات الحشرية، وكانت النتائج جيدة ولم تصل الإصابات لحقول المزارعين إلى حد العتبة الاتصادية للتدخل الكيميائي، حيث وصلت نسبة الإصابة بشكل عام في البداية حتى 3- 4 % وانخفضت نسبة الإصابة نتيجة المكافحة الحيوية حتى 0،5% في نهاية الشهر السابع وبداية الشهر الثامن.
ودعا مزارعي القطن إلى عدم رش المبيدات الكيميائية دون الرجوع إلى أقرب وحدة إرشادية أو مركز زراعي أو مركز بحث علمي زراعي، لما لاستخدام المبيد الكيميائي من منعكسات سلبية على المحصول من جهة وعلى رتب القطن من جهة أخرى، داعياً أيضاً المزارعين إلى التكاتف مع كافة الجهات المعنية للتخلص من عشبة الباذنجان البري بطرق المكافحة المختلفة الميكانيكية والكيميائية والحيوية نظراً لما لهذه العشبة من أثر ضار جداً على الأراضي الزراعية وخروجها عن الخدمة وعدم صلاحية زراعتها مستقبلاً.