عكست إرادة التحدي والصمود وحب الحياة والعطاء لدى الشباب السوريين ولدى أبنائنا الطلبة بكافة مراحلهم العمرية والدراسية، وأكدت عمق انتماء الإنسان السوري برغم كل ظروف الحرب للبقاء في وطنه، كما جسدت الرغبة الصادقة لمواصلة العمل والبحث عن أفضل التقنيات والأساليب والأفكار للوصول إلى كل ما يخدم ويساهم في تطوير عجلة التنمية وإيجاد الحلول للعديد من المشكلات الاقتصادية والصناعية الناجمة عن الحرب الظالمة في سورية وقد تنوعت المشاريع بين الطبية والهندسة الزراعية والصناعية وغيرها من المجالات التقنية. حيث قدم الطلاب حصيلة خبرتهم ومعرفتهم.
اليوم تبدو الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لنشر ثقافة الإبداع في المناهج التربوية والاستثمار في العقل البشري بما يتوافق مع استراتيجية التنمية الشاملة والمستدامة، وتوفير حاضنة للإبداع وحماية حقوق الملكية الفكرية والاستفادة من الإمكانات البشرية والمادية التي تمتلكها الجامعات والمؤسسات البحثية المختلفة والارتقاء بمنظومة البحث العلمي بها، واستثمار نتائجه على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتحفيز الإبداع وتطوير الاختراع بما يتناسب مع احتياجات المجتمع وتحقيق الريادة في البحث العلمي من خلال توحيد الجهود للارتقاء بالمنتج البحثي وتبني اقتصاديات المعرفة ودعم قدرات المرأة والأطفال والإنجازات البحثية للشباب السوريين بكافة فئاتهم العمرية وتسليط الضوء على مشاريعهم واختراعاتهم والأخذ بها وتعميم الفائدة منها وعدم الاقتصار على مجرد عرضها بالمعرض بهدف العرض فقط.
إنجازات المبدعين السوريين جديرة بالاهتمام لذلك لا بد من ترجمتها على أرض الواقع وتعظيم الاستفادة منها وتقديم مختلف أشكال الرعاية والدعم المادي والمعنوي للبحث العلمي وللمخترعين والمبدعين ولكل عمل يساهم في تطوير مسيرة البناء والإعمار للنهوض بسورية لتعود كما كانت درة الشرق وملتقى الحضارات الإنسانية والعلمية، وإيجاد الفرص والمناخات المناسبة لاستثمار رأس المال البشري في سورية ودعوة الوزارات المختصة والفعاليات التجارية والاقتصادية والصناعية والمستثمرين لتبني هذه المشاريع والاستفادة من اختراعات المشاركين كل في مجال عمله للنهوض بعملية التنمية وإعادة الإعمار.