وجباهنا التي أرهقتها شمس لم تتعب وهي تلقي ثقل أشعتها دون ملل على رؤوسنا طوال أشهر, حالمون كثر مثلي لاذوا إلى الظلال وهم يتلمسون الروابي والربوع الندية..
هنالك ثمة فاكهة بكر, ورقة وحنان كروم وأغصان شجر في بساتين وحدائق لاتعبأ إلا بامتداد الظلال؟
وكأني أودع صيفا غير مأسوف عليه, يرحل بشمسه التي مابرحت تلقي حمم الحر دون يأس!!
لكن الوداع يرخي مسحة الحزن والكآبة في الفضاء, لايبدده سوى نسيم الخريف الذي يطل في شجن يشبه الفرح الرقيق وقلبي يحلم بالسلام المقبل! في أعماقي يتجلى فرح خجول..
يبدو كظاهرة عجيبة تدخل في امتدادات الطبيعة التي تصر هي الأخرى على الفرح والأمل بالسكينة والسكون..
هل ثمة وقت للحب, أم للدموع؟
هل ثمة عشاق بعد؟ أم أن الحزن سيبدو وحيدا في أفق لامحدود؟
ترى.. لو أننا أعلنا الحب كسيد وحيد في قلوبنا وأرواحنا ونفوسنا ماالذي كان سيحدث؟؟
يالنا من مغفلين إلى هذا الحد نسأل عن خيار آخر قد نفضله على ياسمين الشام! قلبي مترف بهذا العبق الشامي الذي يمضي بإصرار عاشق على الإزهار, والبوح حتى الجنون..
صدقوني! ثمة ظاهرة قوية وعجيبة في الشام؟
هنا لاتمل الطبيعة الإزهار في تقلبات المناخ..
ثمة اخضرار وزهور في كل فصول السنة..
في دأب طبيعي أنيق على فوح جديد..
وأزهار جديدة..
وعبق عميق كأسرار الشام تمنح الفوح الأبدي, حتى لكأن العاشق يلد ألف حكاية في اليوم!..
كدأب الشام على الحب..
من يريد أن لا يكون محبا, يؤسفني أنه في الشام!!
لكني أرجوه أن يدعني وشأني أحب كما تشتهي الطبيعة في الشام.