كلما تحررت بقعة سورية من رجس الإرهاب، عاد إنتاج أدواتها الإرهابية وتدويرها، كلما اندحرت هذه الأخيرة على أيدي الجيش العربي السوري انقلبت معادلاتها وطاولات مشغليها مرةً واحدةً.
هو حال أميركا في سورية، وعلى امتداد منطقتنا والعالم، فحين تصل عربدة طائراتها في سماء المنطقة إلى طريق مسدود يهرع رئيسها دونالد ترامب وصهره (كوشنر) مروراً بأصحاب الرؤوس الحامية في البنتاغون والبيت الأبيض والسي آي إيه إلى تمرير الصفقات الباحثة عن السلام المزعوم المفقود.
وحين يفشل هؤلاء المتغطرسون المهزومون في قهر إرادة شعوب المنطقة، نراهم يجارون الكيان الصهيوني في سياسات الاستيطان والإرهاب وقضم الأراضي وضم القدس المحتلة وغور الأردن، كي يكسبوا ود اللوبي الصهيوني ورضا (إيباك) أكبر أذرعه الإرهابية، وكي يرد الصهاينة لهم الجميل في صناديق انتخاباتهم الخاوية القادمة على جناح السرعة.
ورغم كل فشلهم وفشل سياساتهم تلك مازالوا يلعبون الألاعيب نفسها وينشرون الأكاذيب ذاتها ويروجون لأخبار الدجل عينها، من كذبة محاربة الإرهاب إلى فزاعة داعش مروراً بحماية الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة عبر صفقة (قرنهم) التي لا تحمل في طياتها إلا الابتزاز والسمسرة والبيع والشراء والاستثمار في قضايا شعوب المنطقة وقضيتها المركزية فلسطين.
وفي المشهد السوري نجد تفاصيل كل ذلك العهر والإرهاب والغطرسة والتضليل، فنجد أن فصول إرهاب واشنطن لا تكتمل إلا بدعم الإرهاب وسرقة الثروات وتشجيع التنظيمات المتطرفة على ارتكاب المجازر بحق السوريين وقتل الأبرياء، وضرب بنية الاقتصاد السوري عبر طائراتهم المسيرة.
فمنذ يومين هاجمت طائرات إرهابييها المسيّرة محطة غاز الريان ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى ومعمل غاز إيبلا ومصفاة حمص في تناغم مباشر مع سياسة العقوبات التي مهدوا لها عبر ما يسمى (قيصر)، واستعدت لتحريك الخوذ البيضاء الإرهابية من سباتها لتمثيل مسرحية كيماوية جديدة، من دون أن تدرك منظومة العدوان أن السوريين قرروا النصر ودحر الإرهاب وإعادة الأمن والحياة إلى شرايين وطنهم مهما بلغت التضحيات، وسيقلعون مشاريع الإرهاب من جذورها.