لكن دون جدوى، في الوقت الذي تعرّت فيه ممارساته الاستعمارية، والتي تتناقض بشكل واضح مع مسار آستنة واتفاقات سوتشي، وما أكدته الدول الضامنة لوضع حد للأزمة في سورية وإنهاء الحرب فيها.
ورغم الاندحار والانكسارات التي لاقتها الفلول الأردوغانية، وتقهقر صفوفها وتداعيها في أكثر من مكان، لا يريد لصهم العثماني أن يفهم أن اللعبة انتهت، وجميع محاولاته سوف تذهب سدىً، سواء أرسل لهم مواد كيميائية أم غيرها مما قد يخطر بباله، لأن أسطوانته التي يريد إسماعها للعالم عند اتهامه للجيش العربي السوري باتت مشروخة، ومسرحياته في هذا الإطار ممجوجة، ولن تفيده أي خطط جديدة في هذا الشأن، لأن أساليبه تلك باتت مفضوحة، ولن تلاقي آذاناً صاغية إلا عند الغرب الذي وكّله بحربه الإرهابية العدوانية على سورية.
ولهذا لن يجد سوى أميركا وبريطانيا، ومعهما بعض الأتباع، يؤيدون عدوانه المتواصل على الأراضي السورية، لأن أولئك يصفقون للباطل، ويضمرون نفس النيات، ويتوهمون ذات الرغبات والحاجات والأطماع، وما زالوا يدفعون باللص أردوغان لحمله على الاستمرار بغزو أراضي الجوار، وتعريض أمن المنطقة للمخاطر وعواقب الحروب وكوارثها.
ما يثير السخرية في الأمر أن واشنطن ولندن لا تؤيدان السلطان الواهم وحسب، بل تقرّان بما يسمى الحق المشروع للنظام التركي في الرد على الجيش السوري، وهو ما يمثل أعلى درجات العهر السياسي الذي وصلت إليه الدولتان ومن يركب الموجة معهما، متجاهلتان أن مرتزقة أردوغان وقواته هم الغزاة المعتدون الطامعون السارقون، وهم من يجب أن يعودوا إلى حيث أتوا بصناديق خشبية دون أي مخبّر، وإذا استمر أردوغان بغيّه وصلفه، لن يتوقف عدد قتلاه عند هذا الحد، وبواسل قواتنا مستمرون بالتحرير وتحقيق الانتصار حتى دحر الإرهاب وداعميه بشكل نهائي، وتحرير ما تبقى من أراضي الوطن من دنس التطرف.
بممارساته الاستعمارية، والمتمثلة بالاحتلال وتهجير السكان وقطع الأشجار، والاستيلاء على أرزاق أهلنا في الشمال، يثبت اللص أردوغان نياته العدوانية، ويدلل على عدم احترامه و انتهاكه للاتفاقات وخرق العهود والمواثيق، مع الجوار أولاً ومع الدول الضامنة ثانياً.
huss.202@hotmail.com