و دون أن يتأخر اتجه الاتحاد نحو تصحيح مسار هذا المفصل الأساسي من مفاصل اللعبة عبر اجتماعات موسعة مع أسرة التحكيم في كرة القدم السورية، وعبر بحث أسباب تراجع الأداء التحكيمي مع لجنة الحكام الرئيسية وسبل الارتقاء بمستوى هؤلاء الحكام.
شفافية الاتحاد في هذه الجزئية أمر افتقدناه مع مجالس إدارات سابقة لاتحاد اللعبة الشعبية الأولى، والتحرك السريع من رئيس اتحاد الكرة العميد حاتم الغايب ومعه رئيس لجنة الحكام زكريا قناة، دليل واضح على حساسية هذا الملف وأهميته بالنسبة لأصحاب القرار في مكاتب قبة الفيحاء الكروية، لكن الأهم هو أن نلحظ نتائج واقعية لهذه التحركات خلال المرحلة المقبلة.
ما ننتظره بصراحة هو الترجمة العملية لما قاله رئيس اتحاد الكرة خلال اجتماعه مع الحكام لناحية تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وكذلك فصل أي حكم يثبت تعمده تغيير نتيجة هذه المباراة أو تلك، بالإضافة لاتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها رفع مستوى حكام كرتنا بدنياَ و فنياَ.
على ذلك فنحن أمام عمل جيد وردّة فعل إيجابية من اتحاد اللعبة الشعبية الأولى، تجاه حالة الأخذ و الرد والتجاذب التي تسببت بها الحالات التحكيمية الجدلية، ولكن بكل صراحة فإن إيجابية هذا العمل و ردة الفعل المذكورة لن تأخذ شكلاَ ملموساَ ما لم يتم تطبيق الوعود التي قطعها الاتحاد على نفسه لناحية العمل وفق مبدأ الثواب والعقاب، وفصل من يثبت تعمده الخطأ وكذلك اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تطوير أداء الحكام.
و باختصار فإن تحرك الاتحاد لمعالجة العثرات التحكيمية بشكل سريع يبدو أمراً إيجابياَ، لكن ما ينتظره السواد الأعظم من أبناء الشارع الرياضي عموماَ ومتابعو كرتنا على وجه الخصوص، هو أن تأخذ وعود الاتحاد لتقويم مسار التحكيم شكلاَ تطبيقياَ.