تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكوميديا... التقــــاط مفــــارقات الحيـــــــاة

ثقافة
الخميس 6-2-2020
أيدا المولي

حتى الضحكات تختلف من مكان لآخر وليس كل مايضحك بلدا بكامله يضحك البلد اﻵخر, في فيلم «عيد الأم» لايختلف بمعناه عن المعنى العالمي لعيد الام, لكن بعد مشاهدته تلفزيونيا تبين أن تصنيفه فيلم كوميدي حيث يستعرض الفيلم عدة قصص اجتماعية تصب نهاياتها في يوم عيد الأم إذ يكتشف الوالدان ان ابنتهما الامريكية متزوجة من هندي ولديهما ولدان واصفين الزوج الهندي بالأجنبي الغريب داكن البشرة, كما يكتشف في قصة أخرى أن ابنته ذات ال16 عاما تواعد شابا وتطلب منه الابتعاد عنها وعدم التدخل في خصوصياتها وفي نهاية الفيلم نجدها حاملا, و قصة أخرى الزوج يترك زوجته ويتزوج من فتاة بالعشرين من عمرها تتآلف مع صغاره وكأنها واحدة منهم بينما تفكر الأم بالزواج من أرمل, في قصة أخرى تأخذ انجيلينا روبرتس دور الكاتبة المشهورة وفي حفل توقيع الكتاب تقف وجها لوجه مع ابنتها التي لاتعرفها الا بالصور.

‏‏

هذه مجمل القصص التي مرت والتي نعتبرها كارثية في مضمونها حيث يعتبر مجتمعنا تلك القصص خارجة عن المألوف وهذا من حيث البنية, أما من حيث الشكل فقد مرت في الفيلم بعض لقطات يمكن أن يفترلها الثغر مبتسما دون ان تسمع لذلك ضحكة مثل: طلب جنيفر انستون الحلوى من اﻵلة لكنها معطلة فتضطر إلى إدخال يدها لتناول الحلوى وتأخذ بطريقها قطعا إضافية, مثلا: تحول الجدة إلى مربية تحمل حفيدها الهندي, وزواج الابنة من صديقها بعد إنجابها لطفلة بعمر السنتين, تلك المشاهد حولت تصنيف الفيلم الى كوميدي وليس من الضروري توافق هذا التصنيف مع تصنيف الكوميديا في كل بلد وعلى العكس تعتبر القضايا الاجتماعية المطروحة غريبة في مكان آخر.‏

‏‏

وكما هو معروف فإن صناعة فيلم كوميدي من أصعب الفنون ومن أصعب ردود الفعل أن تجعل الناس ينسون همومهم ويضحكون ثمالة من موقف او حكاية طريفة.‏

الكوميديا مختلفة‏

ضمن الافلام السورية نجد الكوميديا السوداء التي تضحك الناس على همومهم وفي مسرح «لمحمد الماغوط ودريد لحام» ضحك الناس كثيرا على المواقف التي ستصيب «عائلة فيلم عيد الام» بالهلع وفي مسلسل ضيعة ضايعة أيضا مازال المتفرج السوري يشاهدها للمرة العاشرة ويضحك, وفي أفلام المخرج عبد اللطيف عبد الحميد قصص بقالب كوميدي تجعلنا نضحك على أنفسنا دون ان تشعرنا بالإهانة.يضحك المتفرج بكل كيانه منطلقا بصوت الضحكة خارج السور.‏

الكوميديا: ليست ما يضحك هنا يمكن أن يضحك هناك لكنها مرتبطة بشكل/ أكثر من عميق/ بحالة المجتمع التي يروق لها الضحك على مشاكلها او لايروق لها ذلك,يمكن لتلك الكوميديا ان تكون باهتة هنا وحية هناك - وهذا قانون غير هام في صناعة الأفلام التي تروج لها السينما الهوليدية وتحقق أعلى نسب مبيعات على شباك التذاكر, مستعينين بالنجوم والاسماء الصانعة للسينما كي تحظى بتلك النسبة من المبيعات وتصنع فيلما وراء الآخر لكن قليل منها يصنف كوميديا,ومع ذلك فإننا في انتظار فيلم او عمل فني قادر على انتزاع ضحكة في هذه الظروف التي تعيشها الأكثرية في كدر وحزن بدل أن ننعت أفلام غيرنا بأنه من الخطأ تصنيفها كوميديا لأنها لاتناسب أذواقنا وأذواق مجتمعاتنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية