فواقع كثير من المدارس يبين غياب أدوار وعمل المرشد النفسي والاجتماعي، وإن حضر هذا الدور فالحضور يبدو باهتاً وخجولاً للغاية لايؤدي المطلوب منه، إذ يحضر المرشد ويغيب الأداء والعمل في وقت تبدو الحاجة ماسة جداً لهكذا إرشاد في المدارس في واقع يشهد يومياً الكثير من المشاكل وتفاقم العديد من الظواهر التربوية والتعليمية والاجتماعية، وما تسببه من آثار سلبية على الطالب وانعكاس هذه الآثار على تحصيله الدراسي أيضاً.
بالمقابل التربية تصدر بين الحين والآخر تعميمات عدة لمديرياتها، مضامينها التأكيد على دور وأهمية موضوع الإرشاد بشقيه النفسي والاجتماعي، وإلزام المرشدين القيام بمهامهم وتفعيل أدوارهم قياساً بما يمكن أن يعكسه هذا التفعيل من اهتمام بجانب مهم في حياة الطالب ومساعدته لتجاوزماقد يتعرض له من مشاكل أو مواقف مختلفة سواء على صعيد الأسرة أم المدرسة، أم حتى مشكلات التعلم وغيرها من المشكلات المجتمعية.
ومع كل ما تعمل عليه التربية في مختلف الجوانب المتعلقة بالتربية والتعليم لاستمرار واستقرار عمل هذا القطاع المهم للغاية يبدو ضرورياً أيضاً أخذ جانب عمل المرشدين بعين الاعتبار، والمتابعة الميدانية لهذا العمل والارتقاء بوظيفة مهمة أحدثت لغايات طموحة تخدم عمل التربية، وتحقق مصلحة الطالب عموماً في حال كان لها الصدى والأثرالمرجو منها.
إضافة إلى عدم إغفال ما قد يعترض عملية الإرشاد من صعوبات ومشاكل تعيق عمل المرشدين في المدارس، ولحظ واقع عملهم وما يتطلبه من تأمين مستلزمات من شأنها أن تساعد المرشد في أداء عمله وتعطيه الدافع الأكبر لتفعيل الإرشاد وتحقيق أهداف هذه الوظيفة عملاً وفعلاً ونتائج أكثر قبولاً بدلاً من أن تسجل حضوراً دون معنى.