ومن الملاحظ أن مثل هذا التدرج يكاد أن يختفي عند أطفال اليوم, حيث يفاجئ الأهل الطفل بضرورة الصوم كما عند الكبار, ويعنفونه إذا أفطر على قطعة حلوى أو شربة ماء .
إن الطفل لا يدرك حتى سن الخامسة تقريبا ما تعنيه الفرائض الدينية ولا ما يعنيه شهر رمضان, لذلك من المهم ان يكون ارتباطه بالصوم تدريجيا, ولا سيما في الأيام الحارة, كما هو الحال في هذه الأيام .
في رمضان كثير من الطقوس الجميلة, ويمكننا الاستفادة من قدرة الطفل العالية على التخيل في هذه المرحلة العمرية ونساعده على توسيع مداركه وترك العنان لخياله مع الأنوار والخيام الملونة في كل مكان, واجتماع الأسرة كلها على مائدة طعام واحدة في ميعاد محدد كل يوم ..كل ذلك يعد فرصة طيبة لتعميق العلاقات الأسرية واستمتاع الأبناء بالدفء الأسري الذي قد تتسبب ظروف الحياة من عمل وانشغال في حرمان الأبناء منه باقي شهور السنة.
كما يعد شهر رمضان الكريم أنسب الأوقات لتلقين الطفل جرعات متدرجة من الآداب والسلوك وخاصة مع وجود القدوة الحسنة داخل البيت وخارجه.
هذا بالإضافة إلى أن كثرة الزيارات العائلية في شهر رمضان تشجع الطفل على ممارسة حياة اجتماعية سليمة وتعلمه احترام الكبار والصغار.