تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أنامل الخريف

كتب..ومضة
الاربعاء 4/10/2006م
لينا هويان الحسن

إذا كان الصيف هو الفصل الافتراضي لموت الأدباء- الشعراء- منهم تحديداً وبكلمة أدق (انتحارهم) وكأن الموت في الصيف هو تقليد أدبي يتواطأ الأدباء مع بعضهم البعض في موسم واحد للرحيل!

فما هو موقف الخريف من الكتّاب?!‏‏

لماذا يربكهم ويبلبلهم ويذكرهم بمرور الزمن بطريقته اللاذعة, يحيطنا برعاية أنامله البارعة بالاختلاس و(لخبطة) الأوراق بحيث بلحظة نجد الأوراق على قارعة الطريق?‏‏

لماذا يخاطبنا بلهجة غير بريئة إطلاقاً, يحدثنا عن أشياء تغادرنا ونغادرها, تغدرنا ونغدرها, أشياء لا مرئية مثل الزمن.. حيث يمضي منخلعاً عن أغصاننا كورق أيلول الشاحب.‏‏

بالتأكيد إنه يتسنى لنا الإجماع على أنه لهذا الفصل منطق خاص, منطق التنصل, الهروب, التلاشي, الفناء المؤقت, المغادرة, خطة ذكية لاتباع استراتيجية معقولة في الترميم, ورمي الثياب البالية.. ربما يجدر بالكاتب الحقيقي أن يتأكد أنه يمتلك دهاء هذا الفصل (التجديدي), أن يمتلك فضائل أيلول وهو يلوح بنهاية المراوغة الشهيرة, قد تكون مبللة بالمطر أولاً! وفق مزاجه, ليتركنا لمراوغة تشرين أول, الذي يتفنن بحشد غيومه متظاهراً بأن غيومه ماطرة فيما الغيمات تمشي الهوينى تلهينا بجمالها وشوقنا لها, فيما أياديه الكثيرة الخفية تحفر في عطش الأرض وبفؤوس الوعود تؤلب الأرض على نفسها... هل يسمى هذا التكتيك خداعاً, أم حنكة,أم ضرورة?!‏‏

التعري من الأوراق يمهد لبراعم أقوى.. تجنبنا اليباس..‏‏

ليس بوسعنا أن نثمر في كل الفصول, كل ربيع لابد يتناسل من خريف جاد وشتاء عاصف يطلب منا العد إلى المئة. تحت وطأة صقيعه. فيما معلم خفي يلقننا ألف باء اقتناص الربيع.. ربما يكون الربيع (دق) شطرنج نربحه في عز الشتاء?‏‏

تعليقات الزوار

سامر انور الشمالي |  s-shamali@maktoop.com | 04/10/2006 10:27

إذا كان الأمر كذلك فلا شك أن الذين انتحروا لم يستطيعوا تحمل خسارة الدق الأهم في حياتهم، أو ربما فشلوا في أن يربحوا دقا واحدا. ملاحظة: اعتزلت لعب الشطرنج منذ سنوات برغم أنني لا أعول على كثيرا على الخسارات غير المكلفة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية