تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تغريد موهبة..

آراء
الاربعاء 4/10/2006م
د. اسكندر لوقا

يثلج الصدر حين يفاجىء الباحث عن أخبار مواطنيه خارج وطنه, عبر الإنترنت أو عبر إحدى وسائل الإعلام المرئية, نبأ يقول بأن أحد هؤلاء المواطنين استطاع أن يرقى الى مصاف المبدعين وهو بعيد عن أرض وطنه الأم.

في نبأ من هذا النوع, نقرأ أن شابة من أصل سوري هي (لارا طعمة) حازت تقييماً نهائياً هو 2390 درجة من أصل 2400 درجة, في نهاية عامها الدراسي في المرحلة الثانوية للعام الحالي, وبذلك حازت منحة تجيز لها متابعة دراستها في أي من أعرق الجامعات الأمريكية (هارفرد. يال. برينستون. دوك), هذا إضافة الى جائزة مقدارها 128 ألف دولار. وكان خيار (لارا طعمة) متابعة الدراسة في جامعة يال في أحد الاختصاصين التاليين: العلوم السياسية والإنسانية تمهيدا للمتابعة في القانون الدولي أو الصحافة.‏

ويفهم من كلام هذه الشابة الموهوبة خلال مقابلة مع مراسل إحدى الصحف, ما يؤكد على أهمية رعاية الأسرة لأبنائها, وخصوصا في بلاد الاغتراب, عندما يكونون بعيدين عن عادات الوطن الأم وتقاليده الاجتماعية.‏

في ضوء هذه الرؤية نعتقد أن ما حظيت به (لارا) هو, بشكل أو بآخر, نتيجة رعاية الأسرة التي نشأت في كنفها, وبين أفرادها كما يرد في النبأ أن والدها (صباح) طبيب حاز أفضل جائزة في الولايات المتحدة الأمريكية للعام 1997 عن اختصاص الطب الشعاعي, ووالدتها (رندا) تنشط في مجال الحوار الثقافي والاجتماعي بين سورية والولايات المتحدة.‏

إن قراءتنا لمثل هذا النبأ, بين حين وآخر, يجعلنا نعتز ونفخر بأبنائنا الموهوبين الذين يغردون على هذا النحو خارج حدود الوطن الأم, لأن في ذلك يندرج, عمليا, البرهان الساطع على أن ثمة عاملا وراثياً لابد أن ينتقل الى الأبناء والأحفاد من أسلافهم الذين تغذوا من أرضنا الطيبة قبل زمن الاغتراب, ليؤتي ثمرا طيباً على نحو ما قرأنا.‏

منحت (لارا طعمة) هذا الامتياز بوصفها (أفضل طالب من أصل عربي في الولايات المتحدة الأمريكية أنهى دراسة المرحلة الثانوية تمهيداً لدخول الجامعة) كما جاء في كلمة المشرف على حفل التخرج. ومع أهمية الجائزة من الناحية المادية فإنها, من ناحية معنوية, لاتقل أهمية عن كونها تفوقت على جميع الطلبة الذين هم أيضاً من أصل عربي (من لبنان والأردن والسعودية, والعراق ومصر وسورية وفلسطين والكويت والمغرب والجزائر وليبيا واليمن) موزعين في 22 ولاية أمريكية.‏

إن تفوق (لارا) هنا يعني الكثير بالنسبة لسورية التي تتعرض لهذا الضخ الإعلامي اليومي المعادي لحاضرها وماضيها. ولهذا الاعتبار, فإن موهبة نقرأ عنها, على نحو ما قرأنا عن (لارا طعمة) وهي تغرد بعيدا عن سربها في وطنها الأم, تستحق مثل هذا الوقفة أولا لتحيتها, وثانياً لدعوة المغتربين السوريين أينما أقاموا ويقيمون, ليكونوا سفراء لوطنهم الأم. وليس مستحيلا أن يحققوا ما حققته هذه الفتاة الشابة في مجال الدراسة, بالإضافة الى تفوقها في العزف على البيانو ونيلها الجائزة الأولى في مسابقة جرت قبل بضعة شهور في إحدى الولايات المتحدة الأمريكية.‏

في النبأ الذي يتحدث عن (لارا) يخاطب المشرف حضور حفل التخرج قائلاً: إن لارا طعمة لديها كل الإمكانيات لتسخر عملها لصالح العالم.‏

تضيف (لارا) الى كلام المشرف حين عادت الى المنزل محدثة والديها: لن أنسى يوما أن وطني سورية هو جزء من هذا العالم.‏

Dr-louka@maktoob.com‏

تعليقات الزوار

دكتور صباح طعمة . |  sstumeh@aol.com | 04/10/2006 15:30

مع تقديرنا الكبير للإنجاز الذي حققته الصبية لارا ابنة الوطن الأم الذي يفخر بمثل هؤلاء الأبناء أينما كانوا ورفعوا سمعة بلادهم بمثل ما فعلت لارا . مع التوفيق لكم جميعا أولياء وأبناء . د. اسكندر لوقـا والعائلة . دمشق 4/10/06

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية