في التجارة المال يجر المال دونما مخاطر التصنيع وتكاليفه العالية وربما كساد انتاجه ، او الخبرة الكبيرة التي يتطلبها، وهذا الحال لا يبتعد عن الزراعة المرتبطة دائما بالسماء فان أمحلت أمحلنا وإن أعطت أقبلنا.
بالفعل تحولنا الى «دكنجية» كما وصف هذا الحال الدكتور راتب الشلاح الرئيس الفخري لاتحاد غرف التجارة السورية.
بالطبع فالتجارة عمل اقتصادي كبير وقديما قال العرب: اذا جار عليك الزمن «تاجر أو هاجر» والتجارة هي التي تفتح الاسواق لسلع الانتاج الصناعي والزراعي ، لكن الضير الذي لحق باقتصادنا اليوم اننا اصبحنا مهرة بتسويق انتاج الاخرين في اسواقنا وهذا حال واقعي في ظل غياب انتاجنا الوطني المنافس.
أرباب اقتصاد السوق يتحدثون دائما عن التشوهات التي تصيب الاسواق نتيجة تدخل طرف ما في السوق بعمل اجرائي وغير اقتصادي ويغمزون ويلمزون بالدور الذي تؤديه الحكومة السورية في ذلك.
أمام هذا المعطى والتحول الى تجارة «الموبايلات» والسيارات والسلع الصينية الطويلة العريضة دون العبء بحال وواقع كل من الصناعة والزراعة في سورية ، ألا يجب التفكير بهذا التشوه الاقتصادي .
المنطق الاقتصادي يقول : إن التجارة تزدهر لتبيع السلع التي تنتجها الصناعة ، لكن حال الاحتكار الذي تعيشه التجارة السورية قدمت العوائد العالية لمن يعمل بالتجارة دون ذلك في الصناعة و الزراعة .
اذاً لاتجارتنا حقيقية وهي تعيش تحت ظل احتكار القلة لتجارة سلع طويلة عريضة وهيهات أن يتجه رأس المال الىالصناعة والزراعة في ظل هكذا ظروف ، وموديل سيارة شام اليتيم في الاسواق يشهد امام الماركات العالمية في الاسواق على كل ذلك.
morshed.69@hotmail.com