تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدفاع المزعوم عن النفس

حدث وتعليق
الأحد 6-6-2010م
حسن حسن

أطلت النازية برأسها من جديد على هيئة مجرم حرب يقود حكومة إرهابية وجيشاً مسعوراً ،يمتلك أحدث أسلحة الفتك التي تنتجها الصناعة العسكرية الأميركية لينقض بها على قوافل مساعدات إنسانية،

جاءت لتكسر حصاراً مضروباً على شعب حي أعزل ومقاوم ينشد حريته وتحرير أرضه واستعادة حقوقه في ضوء ماقدمته البشرية من شرائع دولية ومباءئ لحقوق الإنسان وقرارات تبنتها أعلى هيئة دولية.‏

لكن وحوش العصر وحماتهم لهم رأي آخر ، ففي وقت وسع فيه رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني ، وفي وقت يقف فيه العالم مذهولاً ومصدوماً أمام المذبحة التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق قافلة الحرية في عرض البحر، يخرج نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ليعلن دعم الولايات المتحدة لما سماه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟!‏

هذا ماتراه عيون الإدارة الأميركية في هذه الاوقات العصيبة والحرجة التي يعيشها شعب غزة المحاصر ، وهكذا يمكن لنتنياهو وجيشه الارهابي المحتل أن يفعل مايشاء ، وقد فعل الى الآن مايشاء في ظل تفهم عميق من الحماة، ولايعرف أحد مايخفيه إلى الغد!!‏

شعب يجوّع ، ويمنع عنه الغذاء والدواء لأنه يدافع عن إنسانيته وكرامته وحريته، ولاترى القوة الأعظم في العالم مأساته ودمه المرشوق على الجدران وأرصفة الطرقات في مدن حوّلها المحتل الى رهينة بأطفالها ونسائها وشيبها وشبابها،بينما ترى كتل الدبابات الفولاذية والجنود المدججين بالأسلحة المتطورة مدافعين عن أنفسهم!!‏

لقد خلا العالم برمته من كل مظهر من مظاهر الوحشية والقمع والتدمير على هذا النحو إلا إسرائيل فلا تزال على تحدي الشرعية الدولية والتنكيل بها وبأعرافها وبقواعدها وبقوانينها وقراراتها ومبادئها، والأدهى أن هناك من يتفهم ويبرر ماتقوم به على الرغم من اقتناع العالم بأكمله بأن تطبيق قرارات مجلس الأمن هو السبيل إلى وأد الإجرام الصهيوني الممارس على مستوى منظم في هذا الكيان الغاصب والمحتل.‏

إن ماشجع إسرائيل هو عدم وجود موقف دولي رادع ، وان الصمت على جرائمها لا يشجعها على الاستمرار في سياستها وانتهاكاتها الخطرة لحقوق الإنسان فحسب ، بل يساهم أيضاً في تقويض مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان وتكريس شريعة الغاب، وهذا في ذاته جريمة كبرى على العالم وقفها وعدم المشاركة فيها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية