تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من ظرفاء دمشق (55).. أبو رشدي والسعدي وعسّة

ســاخرة
الخميس 15-11-2012
 نصر الدين البحرة

في حين الفنان السوري الكبير تيسير السعدي أطال الله عمره نشر «هنا دمشق» التي كانت تنشرها الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون تحدث عن الفنان الكبير الآخر والزميل حكمت محسن التعاون بينهما طوال ثمانية عشر عاماً.

أبو رشدي‏

سيد في التأليف والتمثيل‏

وأضاف الفنان الذي كان أول رجل ذهب إلى مصر لدراسة التمثيل والاخراج الاذاعي على أيدي عبار هناك:‏

أبو رشدي سيداً في التأليف وسيداً في التمثيل وكنت من الذين درسوا الاخراج الاذاعي في القاهرة.‏

اثنان امتزجا روحياً‏

وكان رشدي حكمت محسن يقول لتيسير: أنا وأنت روحياً ولايمكن أن نفترق أبداً سنوات ونحن نأكل ونشرب ونسهر معاً، ونعود معاً، ونناقش التمثيليات معاً.‏

إن تيسير السعدي يوضح -على الرغم من كل هذا التماذج مع رشدي- إنه كان يعيد كتابة نصوص التمثيليات وليس من ذهب إلى الآلة الكاتبة إلا وكان بخط يده.‏

في مقهى ديب الشيخ‏

وارد الذكريات في هذا الحديث يقول الأستاذ السعدي: كان في شارع بغداد مقهى متصل ببستان- هو مقهى ديب وفي تلك الفترة من الخمسينات، كان معظم الطرف يسر من شارع بغداد بساتين- كنا نأخذ طاولة وكرسيين بس في البستان.‏

أحياناً كنا نخرج مساء في عربة حنطور من شارع بغداد وكنا نناقش النص ونحن في العربة لم يكن المال شاغلنا يوم من الأيام لأن السعادة كانت تغمرنا بما حققناه من شعبية.‏

أحمد عسه يكلف محسن‏

المؤرخ الأستاذ أكرم حسن العلبي إن الأستاذ أحمد عسه إذاعة دمشق في الخمسينيات الأولى استدعى حكمت محسن قائلاً: أنت ابن الشام فكيف تكتب لاذاعة الشرق وتتركنا؟!‏

قال أبو رشدي: أنا أكتب من عشرين سنة وما من أحد في هذا البلد حاول الاستفادة مني.‏

اعتباراً من اليوم ستكتب للاذاعة.‏

على عيني أجرة النص مع التمثيل 10 ل.س.‏

هكذا بدأ العمل الرسمي مع الاذاعة السورية فكان حكمت محسن يكتب ويمثل والمفارقة أن الأجر الذي كان يتقاضاه ثمناً للنص الواحد مع أجور الممثلين هو عشر ليرات سورية!‏

وعندما تحسنت الأوضاع في سنة 1954 وأحدثت شعبة التمثيليات في الاذاعة عين حكمت محسن براتب قدره (120) ليرة سورية شهرياً وهذا هو أقل من راتب معلم وكيل في تلك الأيام لايحمل سوى الشهادة الاعدادية.‏

سلسلة تمثيليات (معليش)‏

من طرائف كتابات حكمت محسن في تلك الفترة، مجموعة من التمثيليات عنوانها (معليش) من ذلك مثلاً مايحدث في محل لتصليح السيارات وهنا يسأل الأجير معلمه:‏

معلمي، البرغى بايظ، هل أركبه؟‏

معليش‏

في المقطع التالي من التمثيلية زعيق سيارة تضرب فرام أي تقف ثم تهوي‏

الولد يصير لصاً محترفاً‏

وفي مشهد آخر: ضجيج في الشارع. والناس يمسكون بطفل يسرق -لص- يتقدم أحدهم ويقول بكل وقار: معليش إنه ولد.‏

وفي المقطع التالي من التمثيلية يكبر الولد ويصير لصاً محترفاً.‏

هكذا عبر حكمت محسن عن استيائه من المواقف غير المسؤولة في الحياة ورأها لاأخلاقية من حيث النتيجة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية