تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فانـــوس مولوتــــــــوف..رحلـــــة إلـــى قلــــب الأدب الروســــــــي

ثقافـــــــة
الخميس 15-11-2012
ترجمة: مها محفوض محمد

يعتبره النقاد من أكثر المشتغلين في الأدب الروسي اثارة للجدل، فقد استقطبت اعماله اعجاب ستالين بين الحربين العالميتين ليغدو الذراع الأيمن لمؤسس الدولة الروسية العصرية. وقد جعله منصبه هذا عرضة لحسد وغيرة كل من حوله.

انه فيتيسلاف مولوتوف العالم والأديب المتعدد المواهب صاحب «الكوكتيل الحربي» الذي يحمل اسمه، والذي عمل على نشر الثقافة الروسية وادابها خلال احدى عصورها الذهبية.‏

صدرت عنه قبل أيام باللغة الانكليزية عن مطبوعات كامبردج بريس دراسة تتناول البيئة الذكية التي احتضنت هذا المثقف والأديب الخارج عن المألوف الى جانب التحولات التي طرأت على بلاده على جميع الصعد عشية وبعيد انتصار الثورة البولشيفية.‏

الدراسة عنوانها «فانوس مولوتوف السحري» للناقدة البريطانية راكيل بولونسكي أستاذة الأدب الروسي في جامعة كامبردج وتأتي هذه الدراسة حصيلة عمل عشر سنوات قضتها الكاتبة في روسيا مابين الأعوام 1998-2008.‏

تتوقف بولونسكي - التي أقامت في شقة تقع تحت المنزل الذي سكنه مولوتوف خلال حياته - في دراستها مطولا عند قراءات هذا الأخير من خلال اطلاعها على مكتبته الأسطورية الذاخرة بالكتب النادرة السياسية منها والتاريخية والروائية والقصصية الممتدة من المرحلة القيصرية لتصل الى منتصف الثمانينات مع وفاة مولوتوف عام 1986 عن عمر ناهز ستة وتسعين عاما.‏

كما يصدر هذا الكتاب بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على وفاة مولوتوف وذلك بعد أن حصلت بولونسكي على موافقة اكثر من جهة رسمية وأكاديمية لترافق مطالعاته وكتبه التي تعد من الأعمال النادرة، كما لا تنسى بولونسكي دور مولوتوف في عقد الاتفاقية الألمانية الروسية عام 1939 ومباحثاته مع هتلر خلال العام المذكور وتقديمه النصح الى ستالين منذ العام 1935... هذا ويعيد المؤرخون اليوم على غرار بولونسكي رد اعتبار هذا الزعيم الذي حقق أكبر انتصار لبلاده خلال الحرب العالمية الثانية ودحر النازيين في ستالينغراد.‏

قرأ مولوتوف أعمال كل من بوشكين ودوستويفسكي وتشيخوف وادغار الان بو ودانتي وشالاموف وبوسترناغ وتسفيستايفا و اخماتوفا وموندلستام...الأدباء الذين أنقذوا روسيا من الانقسام والضياع.‏

و أسوة بقول موندلستام الشاعر الروسي الكبير:» من اراد امتلاك مفاتيح عصري عليه أن يطلب مني سيرتي الذاتية الأخيرة عن عدد المؤلفات التي قرأتها «فإن «مصباح مولوتوف السحري» يضيء محطات من التاريخ الروسي المعاصر من خلال ذكريات فيتسلاف مولوتوف ورحلته الى قلب شعراء وروائيين ومسرحيين وصناع السياسة ومؤرخي روسيا القرن العشرين.‏

ولا ينسى مولوتوف عشاق الأدب السوفييتي الأجانب أمثال: جورج برنارد شو وايتش ويلز وأندريه جيد ولويس أراغون وغيرهم ممن جمع مؤلفاتهم في مكتبته التي صارت مضرب مثل وشغف الباحثين للوصول اليها كما حصل مع الباحثة الأكاديمية بولونسكي التي سارت على خطا مولوتوف في المدن والقرى التي احبها وتركت بصماتها في كتاباته (كما تعد الباحثة البريطانية دراسة خاصة ستنشر لاحقا عن تلك الأعمال) ومن تلك الأماكن الخالدة التي زارتها ستارايا روسا حيث تجري أحداث رواية «الأخوة كارامازوف» للكاتب ديستويفسكي وروستوف حيث عاش تولستوي وأقام مولوتوف...وفي مسقط رأس تشيخوف العزيز على قلب مولوتوف وتدعى مدينته تاغنروغ مرورا ب فولودغا ومورومانيسك وبارتنبرغ وصولا الى نوفغزرود حيث عمل فيليستنسكي العميل السري الروسي المزدوج كما تقول وثائق مكتبة مولوتوف النفيسة.‏

ومن أكثر الأدباء الذين تأثر بهم مولوتوف يأتي تشيخوف بالمقدمة لنزعته الاشتراكية كما يبوح مولوتوف.‏

وتتابع بولونسكي: «كان مولوتوف يعتقد أن قرنين من الزمن قد لا تكفي لترجمة اشتراكية تشيخوف على أرض الواقع», لكن ورغم مسحة التشاؤم التي طبعت اعمال هذا الأخير كما يقول فيتسلاف تضيف بولونسكي: ألم تتحول الاشتراكية الروسية الى نموذج ومطلب الحركات التقدمية للعالم أجمع على امتداد القرن الماضي وتعلق بولونسكي أيضا: لقد صدق مولوتوف في توقعاته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية