في كل عام من عمر تلك الحركة كانت هناك أشياء تتجدد وصروح تبنى ومشاريع تقام وتتوالى الأعوام ومع تواليها تظهر معها سورية الحضارة واضحة المعالم ظاهرة للعيان يلمسها المواطن السوري في حياته اليومية ...وقد كبرت..وكبرنا معها وأصبحت الانجازات الضخمة في جميع مجالات الحياة والتي انتشرت في أنحاء البلاد جزءا لا يتجزأ من حياة السوريين نتنفس هواءها ونحس بها ففي مجال الاقتصاد على سبيل المثال ولاسيما في القطاع الزراعي والذي شهد تطورا كبيرا فالسدود منتشرة بحيث لا تخلو قرية مهما صغرت منها ..واستصلاح الأراضي الجرداء وتحولها إلى واحات خضراء ومنها تعم الخيرات على بلادنا ..ووصول الكهرباء إلى ابعد قرية في الريف..و المدارس التي باتت منتشرة في كل حي وقرية ومدينة حتى البادية أصبح لها مدرسة ما يسمى بالمعلم الوحيد ولا نسأل عن الجامعات التي كان عددها لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وأشهرها وأعرقها جامعة دمشق حلم لأي طالب علم في أي محافظة بالإضافة إلى جامعة حلب والآن أصبح في كل محافظة جامعة أو لها فروع في مختلف الاختصاصات ..
فكانت الحركة المباركة هي الأرضية المتينة والأساس القوي لاستقرار سورية وازدهارها وكله كان بفضل القائد الخالد حافظ الأسد ومن بعده الرئيس بشار الأسد الذي أكمل ما بدأه والده من إعمار لسورية ..
وها نحن وقد قاربت أعمارنا الخمسين من عمر تلك الحركة ونعمنا من خلالها بالهدوء والأمان والاستقرار الذي يحلم به أي بلد من بلدان العالم مثار حسد أصاب بلادنا فبدأت المؤامرة تحاك من حولنا قبل سنوات من عمر الأزمة لتهب نارها منذ ما يقارب السنتين مشتركة بإشعالها وتأجيجها دول عربية وغربية معروفة بعدائها لسورية ولتنتشر مهددة بإحراق كل الانجازات التي تعب الشعب السوري بكل فئاته من عمال وفلاحين وصغار كسبة ببنائها وتشييدها من دمه وقلبه وروحه وعرق جبينه .. وكانت الأيدي المخربة كثيرة وكثيرة جدا والأموال التي تدفع في سبيلها طائلة والسبل التي تتبع من قبل تلك الدول قذرة جدا فلا أبشع من يرتكب كل تلك الموبقات من القتل والذبح والتقطيع والتخريب والتدمير والإحراق وكل هذا باسم الدين الإسلامي .. الدين السمح الذي تربينا على مبادئه ورضعنا من تعاليمه وأخلاقه المعروفة بالتسامح والحب والخير أيوجد هناك أبشع من هذه الأساليب والطرق التي يتبعونها ؟...
جاءت هذه الأيدي الآثمة لتخرب كل شيء جميل في حياتنا ليس المادي فقط بل الروحي من قيم الحب والتسامح الذي نعيش ضمنه في مجتمع جسد أجمل صورة للتعايش السلمي والأهلي في العالم اجمع ..
جاءت لتدمر وتحرق ولكن كان جيشنا البطل لها بالمرصاد يدك حصونها الواحد تلو الآخر ويسحق بحذائه العسكري كل أوكار الإرهابيين الذين كانوا ينتشرون كالنار في الهشيم في كل بقعة من الوطن الغالي ..
والآن ونحن على بعد أيام من ذكراها تأتي هذه المناسبة الغالية على قلوب السوريين اجمع ونحن في نهاية الأزمة لنحتفل بها وقد تطهرت الأرض السورية كاملة من رجس الإرهاب .. لنشهد ولادة جديدة للتصحيح بكل معانيه الواسعة تصحيح العقول والنفوس.. تصحيح للأفكار المستوردة التي طغت على حياة بعض السوريين ولنشهد ولادة سورية جديدة خالية من الشوائب والجراثيم المضرة التي كادت أن تقضي عليها .. ولنرى سورية وهي ترفل بالأمن والأمان ...