الذين يبرعون في صياغة وصناعة الانحراف والتدهور الإنساني والاضطراب تحت عنوان التغيير نحو الأفضل فشهد عالمنا العربي بالعموم وقطرنا السوري بالخصوص أبشع أنواع الإجرام والتعصّب والتدمير مصحوباً بجوقة عميلة مجرمة من وسائل الإعلام والدعاية ليظهر القاتل قتيلاً والقتيل قاتلاً و المخرّب محرراً والمجرم داعياً للحريّة والديمقراطيّة، وبنفس الوقت فأنّي أتلمّس وبكل واقعيّةٍ أنّ مسرح حياتنا الوطني وخاصّةً في مواقع المسؤولية الوظيفية والسياسية والاقتصادية لا زال يحفل بحفناتٍ من الفاسدين الجشعين الذين شغفوا بل انصرفوا تماماً للحصول على كلّ شيء دون جهد ودون اجتهاد معتمدين في حماية أنفسهم على المحسوبيّة وعلى سلّم الفساد المعتمد على تقاسم المكاسب و هذه الحفنة من الفاسدين الجشعين تروّج لنمطٍ بشعٍ في الحياة عنوانه العريض (السطحيّة والعبث والابتذال) وهؤلاء يتميّزون بوقاحةٍ لم تدفعهم حتى إلى العناية بإخفاء عيوبهم بل تراهم مصرّين أن يتباهوا بما نهبوه من مال الشعب ومال الدولة كما يتباهى قتلة ومجرمي ما يسمى بالربيع العربي بإجرامهم وتدميرهم لأوطانهم .
الحقيقة المرّة أننا أمام فريقين ظالمين غاشمين الأول عميل خائن باع نفسه لأعداء الأمّة فتنكّب السلاح والحقد والإرهاب ممتطياً سلوك الفريق الثاني الذي بفساده وجشعه وبوقاحة استعراضه لنفسه و لقدراته على الاستهلاك والبذخ و الفحش خلق عند عامّة الناس إحساساً بالظلم والقهر والأخطر أنّه شرخ موقف كثيرٍ من عامّة الناس فصاروا بلا موقف فلا هم قادرون على التكيّف مع الإجرام و القتل والخراب ولاهم يستطيعون قبول هذه الحفنة من الفاسدين الجشعين .
والحقيقة الأكثر مرارةً أنّ كلا الفريقين يعملان على إفراغ أرواحنا وإلغاء عقلانيتنا حيث تضيع الحقيقة بين مرّين أحلاهما مرُّ وحيث ينسى الناس كيف يفكرون لأنفسهم ولوطنهم ولمستقبلهم وينسى الناس التاريخ الوطني وذاك السجل المشرّف للمواقف العظيمة التي وقفتها سورية شعباً وجيشاً وقائداً .
الحقيقة المرّة أنّ المتآمرين لا زالوا يحاولون الحصول على شرعيّة أفعالهم المجرمة من سخط الناس على فساد وجشع تلك الحفنة من الفاسدين الجشعين بل إنّ المتآمرين كانوا سعداء وفرحين عندما حاول عدد ليس بالقليل من هؤلاء الفاسدين الجشعين دسّ نفسه مع الفريق الوطني الذي لا يختلف أحد على وطنيته وتضحياته وبطولاته فعمد المتآمرون ومن معهم من إعلامٍ مجرمٍ فاجر معتمدين على هؤلاء الفاسدين على تلطيخ سمعة جيشنا العظيم وشعبنا الصامد الرافض لهذه المؤامرة أن تكتمل فصولها ، فهؤلاء الفاسدين الذين يعتقدون أنّ انشغال جيشنا الباسل وقائدنا الصامد بالتصدي لهذه المؤامرة قد يعطيهم الفرصة من جديد كي ينقضّوا على مقدّرات وطننا المرهق ليكسبوا وينهبوا ويفعلوا ما بدا لهم وعليه يسوّق المتآمرون هذا الفساد لصناعة جيلٍ لا يعي مطلقاً موقعه الوطني فيصنع الإعلام العميل لنا جيلاً مُكيّفاً ومستلباً ومستحوذاً عليه وممزقاً ومشوشاً ومستثاراً بشدة بحيث تتمكن هذه البربريّة الإعلاميّة من توجيهه حيث تشاء حتى ولو وجهته لتدمير وطنه وقتل أبناء وطنه ومواجهة جيش وطنه وكل ذلك بناءً على فحش وحقارة تصرفات هذه الحفنة من الجشعين الفاسدين .
ومن هنا لا بدّ لي أن أنصح الحكومة الممثلة برئيسها ووزرائها المحترمين أن يُبعدوا وفوراً هذه الحفنة من الفاسدين الجشعين أولاً ثم يلاحقوها قانونيّاً ثانياً و أن تقول للفساد كفى وتقطع عليه الطريق ، حتى يكون موقع الحكومة بالفعل كالجبل الصامد سنداً في ظهر جيشنا الباسل الذي يضرب اليوم لنا المثل في التضحية والشجاعة والحس الوطني العظيم كما أنصح هذه الحكومة الممثلة برئيسها ووزرائها الموقرين أن لا يرتكبوا خطيئة الحكومات السابقة التي مارست وللأسف ضلالاً خطيراً بالضغط دون كلل على المواطن لكي يصبح مقيداً وبشكل مقيت بقوانين تخرّب عليه أساسيّات الحياة وتحول بينه وبين مرونة صناعة البدائل والحلول لأزماته وظروفه الطارئة ، فقد عمدت الوزارة التي سبقت الأزمة إلى الضغط غير المدروس على المواطنين بقوانين وأنظمة غير مفهومة الهدف فقلّصت حسّه الوطني ونسفت روح الشراكة معه عندما خنقته بالتلقين الأيديولوجي الفج وحاصرته بأوامر ومحظورات لاتنتهي وحوّلت توجهات القائد إلى شعارات و أدخلتها في بيروقراطيّات زمنية أفقدتها غايتها ، وفي نفس الوقت قدّمت المصالح الاقتصادية لهؤلاء الفاسدين الجشعين على مصلحة الوطن وقد ألبستهم في كثيرٍ من الأحيان ثوب الاستثمار .
الحقيقة المرّة أن سورية بأرضها وسمائها وشعبها وجيشها البطل وقائدها الثابت العنيد تعاني من خيانة الفريقين .. فريقٌ يصنع الأزمة بفساده وفريقٌ يكوّن من مفردات هذه الأزمة مؤامرته ويقتات عليها ، وقد تقلّد كلا الفريقين كلّ أشكال الوقاحة و الخيانة والإجرام والزيف والتزوير ..